للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال محمد بن إسحاق رحمه اللَّه: إن جبريل عليه السلام قال للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في اليوم الذي تبدَّى له فيه: أبشر يا محمد فقد تمت نعمةُ اللَّه عليك وأعطاك اللَّه عشرَ خصال لم يُعطَهُنَّ نبي قط قبلك ولا واحدةً، قال: "ما هن يا جبريل؟ " قال: أن اللَّه تعالى لا يُذكر إلا ذُكرت معه، وأن اللَّه تعالى جعل أمَّتك خيرَ أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وأن الأرض جعلت طهورًا لأمتك، ومَن كان قبلهم من الأمم كان يصيب أحدَهم بولٌ ولا يصيبه ماء فيقطعه بالجلم (١)، وأن أمتك يقرؤون القرآن على ظهور قلوبهم وإن كلَّ أمةٍ لا تقرؤه إلا نظرًا في كتابها، وأن اللَّه وملائكته يصلون عليك إلى يوم القيامة، وأن اللَّه يغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وأن اللَّه يُظهر دِينك على الدِّين كلِّه ولو كره المشركون.

* * *

(١ - ٥) - {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}.

وقوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}: قال أبو عبيدة: أي: اقرأ اسم ربك (٢)، والباء زائدة؛ أي: الاسم الذي نزَّله عليك في كتابه وعلى لسان جبريل.

وقيل: اقرأ ما يوحَى إليك من القرآن بتسميتك للَّه متبرِّكًا باسمه.

وقوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ} يحتمِل خَلْقَ كلِّ شيء، ويحتمل خصوصَ ما ذكر بعده.

قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} جمع علقةٍ، وهو الدم الجامد، وجُمع لأن {الْإِنْسَانَ} أريدَ به الجنس وهم أولادُ آدم.


(١) في (أ): "بالحلم". وفي (ر): "بالحكم".
(٢) انظر: "مجاز القرآن" (٢/ ٣٠٤).