للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{اقْرَأْ}: كرر للمبالغة {وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} فإن ربك لا أكرم منه.

{الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ}: قيل: علَّم الخطَّ بالقلم.

وقيل: علَّم بعلم خطِّ القلم العلومَ التي كانت (١) تُكتب وتقرأ.

{عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} بالخط.

وقيل: علَّم سوى (٢) الخطِّ علومًا أُخرَ لم يكن يعلمها.

وقيل: علَّم آدم ما لم يعلم، وهو قوله: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة: ٣١].

* * *

(٦ - ٨) - {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (٧) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى}.

وقوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى}: ذكروا (٣) أن أول هذه السورة إلى قوله: {مَا لَمْ يَعْلَمْ} نزل أولَ ما أُوحي إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم باقي السورة في أبي جهلٍ لعنه اللَّه، وكان فرعونَ هذه الأمة، وأمرُه متأخرٌ عن ابتداء الوحي، وكان بعده بزمانٍ ونزولُه متأخرٌ، وكثير من سور القرآن كذلك، وقوله تعالى: {كَلَّا} قال الحسن: أي: حقًّا (٤)، وكذا قال بعض أهل اللغة.

وقال أكثر أهل اللغة: هو ردُّ ما قبله، وتقديره: ما ينبغي للإنسان أن يُنعِم اللَّه عليه بخلقه وتعليمه ثم هو يَطغى بسبب ماله {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى}؛ أي: يُفْرِط في المعصية ويتمرَّد ويركب رأسه (٥).


(١) "كانت": زيادة من (أ).
(٢) في (أ): "وعلم وسوى".
(٣) في (ف): "ذكر".
(٤) ذكره الماتريدي في "تأويلات أهل السنة" (١٠/ ٤٥٦)، وابن أبي زمنين في "تفسيره" (٥/ ١٤٧)، والثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٥١)، والواحدي في "البسيط" (٢٣/ ٢٢٦).
(٥) في (ر): "ويتمرد وتزكيه نفسه".