للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وذكر علي بن اسحاق في "تفسيره" (١) عن ابن عباس: تنزل الملائكة ليلةَ القدر إلى (٢) الأرض يَقْدمهم جبريلُ وله أربعةُ أجنحة: جناحان أبيضان وجناحان أخضران، فأما الأخضران فلا ينشرهما إلا في كلِّ سنة مرةً في ليلة القدر، إذا نزل نشرهما على أهل الأرض فيهما الرحمةُ والبرُّ والسلامة والبركة للمؤمنين والمؤمنات إلى طلوع الفجر، وينزل الروح في تلك الليلة وهو ملكٌ من تحت العرش ورجلاه في تخوم الأرض (٣) السابعة، ورأسُه من (٤) تحت عرش الجبار، وله ألفُ رأس كلُّ رأس أعظمُ من الدنيا، وفي كلِّ رأسٍ ألفُ وجه، وفي كلِّ وجه ألفُ فم، وفي كلِّ فم ألفُ لسان، يسبح اللَّهَ تعالى بكلِّ لسانٍ ألفَ نوع من التسبيح والتحميد والتمجيد، لكل لسان ألفُ لغةٍ، كلُّ (٥) لغة لا تشبه الأخرى، فإذا فتح أفواهه بالتسبيح والتحميد والتمجيد خرَّت ملائكة أهل سبع سماوات سُجَّدًا مخافةَ أن يحرقهم نورُ أفواهه، وإنما يسبح اللَّه غدوة وعشية، فينزل تلك الليلة فيستغفر للصائمين والصائمات من أمة محمد بتلك الأفواه كلِّها إلى طلوع الفجر.

قوله تعالى: {بِإِذْنِ رَبِّهِمْ}: أي: بأمر ربهم (٦).


(١) واسمه: "المشافهات" لعلي بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي السمرقندي، وسماه بذلك لأنه زَعَم أنَّ ما ذُكِرَ من التفسير كلُّه مسندٌ إلى رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فكأنَّه شافهه به، وقد تقدم ذكره وترجمة مؤلفه عند قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} [الأعراف: ٥٠].
(٢) بعدها في (ر): "سماء الدنيا إلى".
(٣) في (أ): "تخوم الثرى" وفي (ر): "نجوم الثرى".
(٤) "من": من (أ).
(٥) "ألف لغة كل" من (ف).
(٦) في (ر): "بأمر وعلم".