للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أعمارهم وقلة أعمالهم، فأبدلهم اللَّه تعالى بقصر أعمارهم كلَّ سنة ليلةَ القدر بثمانين سنةً وثلاثِ سنين وأربعةِ أشهر، وبقلة طاعاتهم التضعيفَ من عشرة إلى سبع مئةِ ضعفٍ (١) إلى ما لا يُحصى، ولم يكن الإضعافُ إلا لهذه الأمة.

وقيل: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ}؛ أي: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.

و قيل: {أَنْزَلْنَاهُ}؛ أي: جبريل.

وقيل: {أَنْزَلْنَاهُ}؛ أي: السلامَ على أهل الإسلام.

* * *

(٤ - ٥) - {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.

قوله تعالى:: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ}؛ أي: إلى الدنيا، وقيل: إلى سماء الدنيا.

{وَالرُّوحُ فِيهَا} قيل: أي: جبريل، كما قال: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} [الشعراء: ١٩٣].

وفي حديث ابن عباس: أن جبريل ينزل في ليلة القدر في كبكبة من الملائكة ومعه لواء أخضر يَرْكزه فوق الكعبة ثم تتفرق الملائكة في الناس حتى يسلِّموا على كلِّ قائم وقاعد، وذاكرٍ وراكع وساجد، إلى أن يطلع الفجر (٢).

وقيل: الروح صنفٌ من الملائكة جُعلوا حفظةً على سائرهم، وإن الملائكة لا يرونهم كما لا نرى نحن الملائكة.

وقيل: الروح خلقٌ تُشبِهُ وجوهُهم وجوهَ بني آدم، وسائرُهم يشبه الملائكة.


(١) "ضعف" زيادة من (ف).
(٢) قطعة من خبر طويل رواه الفاكهي في "أخبار مكة" (١٥٧٥) من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس، وجويبر متروك. ورواه من طريق آخر عن الضحاك أبو الليث السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (٤٥٢)، والبيهقي في "الشعب" (٣٤٢١)، و"فضائل الأوقات" (١٠٩)، وابن الجوزي في "العلل" (٨٨٠)، وقال: لا يصح.