للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فتحرَّزوا (١) في رؤوس الجبال، وأتى عبد المطلب الكعبةَ فأخذ بحَلْقة الباب وجعل يقول (٢):

يا رب إن المرء يمـ... نعُ رحله فامنَعْ حِلَالَك

لا يغلبَنَّ صليبُهم... ومحالُهم أبدًا مِحَالك

إن كنتَ تاركَهم وكعْـ... بتنا فأمرٌ ما بدا لك

وكان أبرهة نصرانيًا، فتهيأ لدخول مكة وعبَّأ جيشَه، وقرب فيله وكان يقال له: محمود.

وقال الضحاك: كانت الفيلة ثمانيةً (٣).

وقال مقاتل: كان معهم فيلٌ واحد (٤).

فأقبل نفيلٌ (٥) حتى أخذ بأذن الفيل ثم قال له: ابرك يا محمودُ وارجِعْ راشدًا من حيث جئتَ فإنك في بلد اللَّه وفي حرمه، فبرك الفيل، فبعثوه فأبى، فضربوه بالمعول في رأسه فأبى، فأدخلوا محاجنهم تحت أقدامه ومرافقه فأبى، فوجَّهوه نحو اليمن فقام يُهرول، فوجهوه نحو الشام فقام يُهرول، فصرفوه نحو الحرم فبرك وأبى أن يقوم، فلحق نفيلٌ بجبل من تلك الجبال.


(١) "فتحرزوا" ليس من (ف).
(٢) في (أ) و (ف): "وقال"، بدل: "وجعل يقول".
(٣) ذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٦/ ٣٤٠)، والواحدي في "البسيط" (٢٤/ ٣٢٢).
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" (٤/ ٨٤٨).
(٥) هو نفيل بن حبيب الخثعمي كما قال ابن إسحاق، وقيل: هو نفَيْل بن عبد اللَّه بن جُزْء بن عامر بن مالك بن واهب بن جليحة بن أكلب بن ربيعة بن عفرس بن جلف بن أفتل، وهو خثعم. انظر: "الرَّوْض الأُنُف" (١/ ٢٦٩ - ٢٧٠).