للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: يحتمل أنهم قالوا: تعبد آلهتنا سنةً ونعبدُ إلهك سنة، فنزلت: {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (٢) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} فقالوا له: فاعبد آلهتنا شهرًا ونعبد إلهك سنة، فنزلت: {وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (٤) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ}.

قوله تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}: أي: لكم دينُكم الباطلُ وما تستحقُّون عليه من عذاب اللَّه، ولي دين الحق وما أستحقُّه عليه بوعد اللَّه تعالى من ثواب؛ كما قال: {وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ} وكان المعنى: إن كنتم رضيتُم بدينكم فنحن أيضًا راضون بديننا، وهي كلمةُ منابذةٍ ومُكافَّة.

وقيل: كان هذا قبل نزول الأمر بالقتال.

وقيل: معناه: ليس عليَّ من دينكم ضررٌ ينالني، بل ضررُه راجع عليكم، وليس لكم من ديني نفعٌ بل نفعُه راجع إلي.

وقيل: معناه: لكم دينكم فلستُم بتاركيه أبدًا؛ لأن اللَّه تعالى قد علم أنكم تموتون عليه، ولي ديني لأن اللَّه تعالى قد علم أني لا أنتقلُ عنه أبدًا (١).

والحمد للَّه رب العالمين

* * *


(١) "أبدًا" من (ر).