قوله تعالى:{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}: أي: لكم دينُكم الباطلُ وما تستحقُّون عليه من عذاب اللَّه، ولي دين الحق وما أستحقُّه عليه بوعد اللَّه تعالى من ثواب؛ كما قال:{وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ} وكان المعنى: إن كنتم رضيتُم بدينكم فنحن أيضًا راضون بديننا، وهي كلمةُ منابذةٍ ومُكافَّة.
وقيل: كان هذا قبل نزول الأمر بالقتال.
وقيل: معناه: ليس عليَّ من دينكم ضررٌ ينالني، بل ضررُه راجع عليكم، وليس لكم من ديني نفعٌ بل نفعُه راجع إلي.
وقيل: معناه: لكم دينكم فلستُم بتاركيه أبدًا؛ لأن اللَّه تعالى قد علم أنكم تموتون عليه، ولي ديني لأن اللَّه تعالى قد علم أني لا أنتقلُ عنه أبدًا (١).