للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لأنكم إنما تعبدون ما أعبدُ على هذا الشرط، وأنا لا أُجيبكم إلى هذا الشرط، فعبادتُكم لمن أعبدُه لا تكون إذًا (١).

وقيل: كان هذا خطابًا لأقوام بأعيانهم كان اللَّه علِم منهم أنهم لا يؤمنون، فقال له: قل لهم ذلك.

* * *

(٤ - ٥) - {وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (٤) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ}.

{وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (٤) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ}: قال الفرَّاء: هذا التكرير للتأكيد والتقريرِ لقطع أطماعهم (٢)؛ كقول الرجل: واللَّه لا أفعل ثم لا أفعل هذا.

وقيل: هذا الجواب خرج على مطابقة قول الكفار: تعبد آلهتنا ونعبد إلهك، ثم نعبد آلهتنا وتعبد إلهك (٣)، نجري على هذا هكذا أبدًا، فأُجيبوا (٤) عن كلِّ ما قالوه على ضد ذلك.

وقيل: معناه: لا أعبد الساعةَ ما تعبدون، ولا أنتم عابدون الساعةَ مَن أعبدُه، ولا أنا عابد في المستقبل ما عبدتم، ولا أنتم في المستقبل عابدون مَن أعبده، قاله أبو عبيدة وجماعة (٥).


(١) في (ف): "أبدًا".
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٣/ ٢٨٨).
(٣) "ثم نعبد آلهتنا وتعبد إلهك" من (ف).
(٤) في (ر): "فاجتنبوا عن ذلك كله"، بدل: "فأجيبوا".
(٥) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة (٢/ ٣١٤). ونسب هذا القول أيضًا للأخفش والمبرد. انظر: "النكت والعيون" (٥/ ٣٥٨)، و"تفسير القرطبي" (٢٢/ ٥٣٦).