للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن عمر رضي اللَّه عنه: نزلت هذه السورة في أوسط أيام التشريق، فقام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فخطب خطبةَ الوداع (١).

وعن ابن عباس أنه قال: آخرُ سورة نزلت جملة: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} (٢).

وقال الحسن: لمَّا فتح رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مكة أقبلتِ العرب (٣) بعضُها على بعض فقالوا: أمَا إذا ظفر محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- بأهل الحرم وقد كان اللَّه أجارهم من أصحاب الفيل ومَن أرادهم فليس لكم به يدَان، فكانوا يدخلون في دين اللَّه أفواجًا (٤).


= وقال العيني في "المقاصد النحوية" (٢/ ٧٩٧): قائله هو رجل من مذحج؛ كذا قاله سيبويه في "كتابه" [(٢/ ٢٩٢)]، وذكر أبو رياش أن قائله هو همام بنُ مرة أخو جساس بن مرة قاتل كليب، وزعم ابن الأعرابي أنه لرجل من بني عبد مناف قبل الإِسلام بخمس مئة عام، وقال الأصفهاني: هو لضمرة بن ضمرة، ويُشكل عليه نداؤه ضمرةَ في أول بيت من القصيدة كما يأتي الآن، وقال بعضهم: إنه من الشعر القديم جدًّا، وكان لقائل هذا الشعر أخ يسمى جُنْدُبًا، وكان أبواه وأهله يؤثرونه عليه ويفضلونه، فأنف من ذلك وقال هذا، وهو من قصيدة بائية، وأولها هو قوله:
يا ضَمْرَ أخبرنِي ولسْتَ بكاذِبٍ... وأخُوك نَافِعُك الذي لا يَكْذِبُ
والبيت دون نسبة في "العين" (٣/ ٢٧٣)، و"معاني القرآن" للفراء (١/ ١٢٢)، و"الأمثال" لأبي عبيد (ص: ٢٩٦)، و"عيون الأخبار" لابن قتيبة (٣/ ٢٤).
(١) رواه عبد بن حميد في "مسنده" (٨٥٨)، والبزار (١١٤١ - كشف)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٥/ ١٥٢). قال ابن رجب: إسناده ضعيف جدًّا، وموسى بن عبيدة [أحد رواته] قال أحمد: لا تحل الرواية عنه، وعليه إن صح يكون نزولها قريبًا جدًّا من زمان وفاته -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإن ما بين حجة الوداع وإجابته عليه الصلاة والسلام داعيَ الحق ثلاثة أشهر ونيف. انظر: "روح المعاني" (٢٩/ ٣٩١).
(٢) رواه مسلم (٣٠٢٤).
(٣) في (ر) و (ف): "القرى".
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٣٢٠)، والواحدي في "البسيط" (٢٤/ ٤٠٠)، والبغوي في "تفسيره" (٨/ ٥٧٦).