وأبرز هذا الجيل: مجاهدُ بنُ جَبْرٍ، وقَتادةُ بنُ دِعامةَ، والحسنُ البَصْريُّ، وسعيدُ بن جُبيرٍ، وعطاءُ بن أبي رَباحٍ، وإسماعيلُ بنُ عبدِ الرحمنِ السُّدِّيُّ، ورُفيعُ بن مِهْران أبو العاليةِ الرياحيُّ.
٣ - أتباع التابعين: وعندهم ينتهِي جيل السَّلف، وتأتي أهميةُ أقوالِهم عند العلماء مِن قُربِ عهدهم بأنوارِ النبوةِ، وشمولِ حديثِ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لهم في قوله:"خيرُ القرونِ قَرْني ثم الذينَ يَلُونَهم ثم الذين يَلُونَهم"، فهو لا شكَّ يَشمَلُ جيلَ أتباعِ التابعين الذين هم آخِرُ القرون المُنيفةِ في الخيريَّة على مَن بعدَها بشهادةِ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكفَى به شرفًا أكسبَهم إياه النبيُّ الكريم عليه أفضلُ الصلاة وأتمُّ التسليم، ثم هم قد تتلمذوا على جيلِ التابعين الذي قدَّمنا صفاته، ونهَلوا من مَعينِ عِلمهم، وحملوا التراثَ الذى خَلَّفوهُ، ثم زادوا عليه بمقدارِ كشفِ ما زاد من غموضٍ عند الناس، وما جَدَّ من اختلافٍ في الرأي بينهم، فصار التفسيرُ في جيلهم بين التفسيرِ النقليِّ المحضِ، والتفسيرِ الذي يدخلُه الاجتهاد، وعن هؤلاء أخذ مَن جاء بعدهم، فكانوا هم الينبوع الذي صدرت عنه أجيال العلماء الذين لحقوهم.
ومن أبرز هذا الجيل: عبدُ الرحمنِ بنُ زيدِ بنِ أسلمَ، وابنُ جُريجٍ، وسفيانُ بنُ عيينةَ، ومقاتل بن حيان، ومنهم محمدُ بنُ السَّائب الكلبيُّ ومقاتل بن سليمان إلا أنهما متروكان لا يوثَقُ بروايتهما كما سيأتي.
والمؤلف رحمه اللَّه لا يمرُّ بآية ورد فيها حديثٌ مرفوعٌ أو قولٌ للسلف إلا توقَّفَ عندها وأوردَ أكثرَ ما روي عن السلف فيها، وسنذكرُ هنا بعضَ الملاحظاتِ الضروريَّة لفهمِ ما جاء في الكتاب:
فأما حديثُ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فيُلاحَظُ عند المؤلِّف عدمُ التمييزِ بين الصحيحِ والضعيفِ