للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إنما تعلمت الحلم من قيس بن عاصم؛ أتى بقاتل ابنه فقال: رعبتم الفتى، وأقبل عليه فقال:

يا بنيّ لقد نقصت عددك، وأوهنت ركنك، وفتتّ فى عضدك، وأشمت عدوّك، وأسأت بقومك؛ خلّوا سبيله؛ وما حلّ حبوته، ولا تغيّر وجهه.

وقال ابن الأعرابىّ: قيل القيس: بماذا سدت؟ فقال بثلاث: بذل الندى، وكفّ الأذى، ونصر المولى.

وذكر المدائنىّ قال: كان قيس بن عاصم يقول لبنيه: إياكم والبغى، فما بغى (١) قوم قط إلّا قلّوا وذلوا. وكان الرجل من بنيه يظلمه بعض قومه فينهى إخوته أن ينصروه.

وقيس بن عاصم هو الّذي حفز الحوفزان (٢) بن شريك الشيبانىّ بطعنة فى يوم جدود (٣)، فسمى الحارث الحوفزان؛ وقال سوّار بن حيّان (٤) المنقرىّ (٥):

ونحن حفزنا الحوفزان بطعنة ... سقته نجيعا من دم الجوف أشكلا (٦)

وحمران قسرا أنزلته رماحنا ... فعالج غلّا فى ذراعيه مثقلا (٧)


(١) ف، حاشية الأصل (من نسخة): «فإنه ما بغى».
(٢) حفزه، أى طعنه من خلفه، وفى اللسان عن التهذيب أن الحوفزان لقب لجرار من جرارى العرب؛ وكانت العرب تقول للرجل إذا قاد ألفا جرارا.
(٣) حواشى الأصل، ت، ف: «جدود: موضع فيه ماء يسمى بالكلاب، وكانت فيه وقعة مرتين؛ ويقال للكلاب الأول يوم جدود؛ وهو لتغلب على بكر بن وائل».
(وانظر خبر يوم جدود فى العقد ٥: ١٩٩ - ٢٠١، وابن الأثير ١: ٣٧٢).
(٤) كذا ضبط بالقلم فى جميع الأصول، وضبطه ابن السيد فى الاقتضاب ص ١٣٩: «بحاء مكسورة غير معجمة وباء معجمة بواحدة»، والبيتان فى (الأغانى ١٢: ١٤٧، وابن الأثير ١: ٣٧٢، واللآلي ٢٥٦، واللسان- حفز، شكل).
(٥) م: « ... المنقرى فى ذلك».
(٦) من نسخة بحاشيتى الأصل، ف: «كسته نجيعا»، والشكلة: حمرة يخالطها بياض؛ ويسمى الدم أشكل للحمرة والبياض المختلطين فيه.
(٧) من نسخة بحاشيتى الأصل، ت: «مقفلا»؛ وهو حمران بن عمرو بن بشر بن عمرو؛ وكان على شيبان وذهل واللهازم؛ حينما خرجوا لقتال بنى يربوع.