للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضعيف العصا بادى العروق ترى له ... عليها إذا ما أجدب النّاس إصبعا (١)

وقال طفيل الغنوىّ يصف فحلا:

كميت كركن الباب أحيا بناته ... مقاليتها واستحمشتهنّ إصبع (٢)

وقال لبيد بن ربيعة:

من يبسط الله عليه إصبعا (٣) ... بالخير والشّرّ بأىّ أولعا

يملأ له منه ذنوبا مترعا

وقال حميد بن ثور:

أغرّ كلون البدر فى كلّ منكب ... من النّاس نعمى يحتذيها وإصبع

وقال آخر:

وأرزنات ليس فيهنّ أبن ... ذو إصبع فى مسّها وذو فطن

وقال آخر:

أكرم نزارا واسقه المشعشعا ... فإنّ فيه خصلات أربعا

حدّا وجودا وندى وإصبعا (٤)

والإصبع فى كلّ ما أوردناه المراد بها الأثر الحسن والنّعمة، فيكون المعنى: ما من آدميّ إلا وقلبه بين نعمتين لله جليلتين حسنتين.

فإن قيل: هذا قد ذكر كما حكيتم؛ إلّا أنه لم يفصّل: ما النعمتان؟ وما وجه التثنية هاهنا ونعم الله تعالى على عباده كثيرة لا تحصى؟


(١) البيت فى اللآلئ ٥٠، ٧٦٤، واللسان (عصا)؛ وضعيف العصا كناية عن الرفق بما يرعاه، والعرب تعيب الرعاء بضرب الإبل؛ لأن ذلك عنف بها وقلة رفق.
(٢) ديوانه: ٥٢، وفى حاشية ت (من نسخة): «واستحشمتهن»، وفى حواشى الأصل، ت، ف أيضا: «الحمش: الجمع، وقد حمش [بفتحتين]؛ فيمكن أن يكون «استحمش» فى البيت من هذا، واستحمش، أى غضب، غير متعد» وفى حاشية الأصل أيضا: «استحمشتهن: أصلحتهن؛ من قولهم: حمشت الدابة إذا صلحت؛ عن النضر بن شميل».
(٣) ديوانه ٢: ٨.
(٤) حاشية ف: «قوله: «حدا»، قيل به أراد البأس، وقيل: المنع»، وفى حاشية الأصل (من نسخة): «جدا».