للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا ذكرت أبا غسّان أرّقنى ... همّ إذا عرض السّارون يشجينى (١)

كان المفضّل عزّا فى ذوى يمن ... وعصمة وثمالا للمساكين (٢)

غيثا لدى أزمة غبراء شاتية ... من السّنين ومأوى كلّ مسكين (٣)

إنى تذكّرت قتلى لو شهدتهم ... فى حومة الحرب لم يصلوا بها دونى

لا خير فى العيش إذ لم نجن بعدهم ... حربا تنيئ بهم قتلى فتشفينى

لا خير فى طمع يدنى إلى طبع، ... وغفّة من قوام العيش تكفينى (٤)

[أنظر فى الأمر يعنينى الجواب به ... ولست أنظر فيما ليس يعنينى] (٥)

لا أركب الأمر تزرى بى عواقبه ... ولا يعاب به عرضى ولا دينى

لا يغلب الجهل حلمى عند مقدرة ... ولا العضيهة من ذى الضّغن تكبينى (٦)

كم من عدوّ رمانى لو قصدت له ... لم يأخذ النّصف منّى حين يرمينى (٧)

قال سيدنا أدام الله علوّه: وهذه الأبيات يروى بعضها لعروة بن أذينة (٨) وتداخل أبياتا على هذا الوزن؛ وهى التى يقول فيها:

لقد علمت وما الإشراف من خلقى ... أنّ الّذي هو رزقى سوف يأتينى

أسعى له فيعنّينى تطلّبه ... ولو قعدت أتانى لا يعنّينى


(١) ت: «إذا غرض»، م: «إذا عرّس.
(٢) فى ذوى يمن، أى فى اليمانين، وفى حاشية الأصل (من نسخة): «فى ذرى يمن»، جمع ذروة. وثمال المساكين: غياث لهم، من ثملهم ثملا إذا أطعمهم وسقاهم وقام بأمرهم.
(٣) من نسخة بحواشى الاصل، ت، ف: «لذى أزمة». والأزمة: القحط.
ويقال: شتا القوم إذا أجدبوا فى الشتاء خاصة، وقال الأزهرى: العرب تسمى القحط شتاء، لأن المجاعات أكثر ما تصيبهم فى الشتاء البارد.
(٤) الغفة: البلغة من العيش. وفى أمالى الزجاجى: «من قليل العيش».
(٥) تكملة من ت، ف، د، وأمالى الزجاجى ومن نسخة بحاشيتى ت، ف:
«وانظر الأمر».
(٦) العضيهة: الإفك والبهتان، أى لا أكبر إذا عضهنى ذو الضغن.
(٧) النصف: الانتصاف.
(٨) هو عروة بن أذينة بن مالك، من بنى الليث. شاعر غزل مقدم من شعراء أهل المدينة، وهو معدود أيضا فى الفقهاء والمحدثين. وانظر ترجمته وأشعاره وأخباره فى (الأغانى ٢١: ١٠٥ - ١١١، والشعر والشعراء ٥٦٠ - ٥٦٢).