للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كم قد أفدت وكم أتلفت من نشب ... ومن معاريض رزق غير ممنون

فما أشرت على يسر وما ضرعت ... نفسى لخلّة عسر جاء يبلونى (١)

خيمى كريم ونفسى لا تحدّثنى ... أنّ الإله بلا رزق يخلّينى

/ ولا اشتريت بمالى قطّ مكرمة ... إلّا تيقّنت أنّى غير مغبون

ولا دعيت إلى مجد ومحمدة (٢) ... إلّا أجبت إليه من ينادينى

لا أبتغى وصل من يبغى مفارقتى (٣) ... ولا ألين لمن لا يبتغى لينى

إنى سيعرفنى من لست أعرفه ... ولو كرهت، وأبدو حين يخفينى

فغطّنى جاهدا واجهد عليّ إذا ... لاقيت قومك فانظر هل تغطّينى (٤)

- وقوم يخطئون (٥) فيروون قوله:

* لقد علمت وما الإسراف من خلقى*


(١) حواشى الأصل، ت، ف: «يقال: ضرع يضرع [بالفتح] ضراعة، وضرع [بالكسر] يضرع ضرعا [بالفتح]، فهو ضارع.
(٢) ت: «مكرمة»، وفى حواشى الأصل ت، ف:
«يقال: محمدة، بفتح الميم، مثل مذمة، والفصيح: المحمدة، بكسر الميم، وهو المسموع».
(٣) حاشية الأصل: (من نسخة): «مصارمتى».
(٤) حواشى الأصل، ت، ف:
«روى أن عروة هذا وفد على هشام بن عبد الملك فى جماعة من الشعراء، فلما دخلوا عليه عرف عروة فقال له: ألست القائل:
لقد علمت وما الإشراف من خلقى ... أنّ الّذي هو رزقى سوف يأتينى
أسعى له فيعنّينى تطلّبه ... ولو قعدت أتانى لا يعنينى
وأراك قد جئت تضرب من الحجاز إلى الشام فى طلب الرزق! فقال له: لقد وعظت يا أمير المؤمنين وبالغت فى الوعظ، وأذكرت بما أنسانيه الدهر. وخرج من فوره إلى راحلته فركبها، ثم سار راجعا نحو الحجاز؛ فمكث هشام يومه غافلا عنه، فلما كان فى الليل تعارّ على فراشه فذكره
وقال فى نفسه: رجل من قريش قال حكمة، ووفد إلى فجبهته ورددته عن حاجته، وهو مع هذا شاعر لا آمن ما يقول! فلما أصبح سأل عنه فأخبر بانصرافه، فقال: لا جرم! ليعلمن أن الرزق سيأتيه، ودعا مولى له وأعطاه ألفى دينار، وقال له: الحق ابن أذينة، فأعطه إياها، قال: فلم أدركه إلا قد دخل بيته، فقرعت الباب عليه، فخرج فأعطيته المال، فقال: أبلغ أمير المؤمنين السلام؛ وقل له: كيف رأيت قولى! سعيت فأكديت، ورجعت إلى بيتى فأتانى فيه الرزق».
(٥) د، ومن نسخة بحواشى الأصل، ت، ف «يخبطون».