للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإبراهيم بن العباس الصولى- وكانا صديقين لا يفترقان، فأنشده دعبل:

مدارس آيات خلت من تلاوة ... ومنزل وحى مقفر العرصات (١)

وأنشده إبراهيم بن العباس على مذهبها قصيدة، أولها:

أزالت عزاء القلب بعد التّجلّد ... مصارع أولاد النّبيّ محمّد

قال: فوهب لهما عشرين ألف درهم من الدراهم التى عليها اسمه، وكان المأمون أمر بضربها فى ذلك الوقت؛ فأما دعبل بن عليّ فصار بالشّطر منها إلى قمّ، فاشترى أهلها منه كلّ درهم بعشرة، فباع حصته بمائة ألف درهم.


- عز وجل؛ وهى محرمة عليكم؛ فدفعوا له ثلاثين ألف درهم، فحلف ألا يبيعها أو يعطوه بعضها ليكون فى كفنه، فأعطوه كما واحدا؛ فكان فى أكفانه؛ ويقال: إنه كتب القصيدة فى ثوب وأحرم فيه؛ وأوصى بأن يكون فى أكفانه، ونسخ هذه القصيدة مختلفة، فى بعضها زيادات؛ يظن أنها مصنوعة»، وتوفى دعبل سنة ٢٤٦.
(وانظر ترجمته فى معجم الأدباء ١١: ١٩: ١١٢، وابن خلكان ١: ١٧٩ - ١٨٠، والأغانى ١٨: ٢٩ - ٣٢، وتاريخ بغداد ٨: ٣٨٢).
(١) القصيدة فى معجم الأدباء، وتنوير الأبصار: ١٤١، ١٤٢؛ ومطلعها فيه:
ذكرت محلّ الرّبع من عرفات ... وأجريت دمع العين بالعبرات
وفكّ عرى صبرى وهاجت صبابتى ... رسوم ديار أقفرت وعرات
مدارس آيات ...
وفيها يقول:
ألم تر أنى من ثلاثين حجة ... أروح وأغدو دائم الحسرات
أرى فيئهم فى غيرهم متقسّما ... وأيديهم من فيئهم صفرات
فآل رسول الله نحف جسومهم ... وآل زياد حفّل القصرات
بنات زياد فى القصور مصونة ... وآل رسول الله فى الفلوات
إذا وتروا مدّوا إلى أهل وترهم ... أكفّا عن الأوتار منقبضات
فلولا الّذي أرجوه فى اليوم أو غد ... لقطّع قلبى إثرهم حسرات.