للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلا حمد الله مستنصرا (١) ... يكون لأعدائكم حامدا

فضلت قسيمك فى قعدد (٢) ... كما فضل الوالد الوالدا

قال الصولىّ: فنظرت فى قوله:

* فضلت قسيمك فى قعدد*

فوجدت عليّ بن موسى عليهما السلام والمأمون متساويين فى قعدد النسب، وهاشم التاسع من آبائهما جميعا.

وروى الصولىّ أنّ منشدا أنشد إبراهيم بن العباس وهو فى مجلسه فى ديوان الضّياع:

ربّما تكره النفوس من الأم ... ر له فرجة كحلّ العقال (٣)

قال: فنكت بقلمه ساعة ثم قال:

ولربّ نازلة يضيق بها الفتى ... ذرعا وعند الله منها مخرج (٤)

كملت فلما استحكمت حلقاتها ... فرجت وكان يظنّها لا تفرج

فعجب من جودة بديهته.

وأخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد الكاتب قال أخبرنى محمد بن يحيى الصولىّ قال حدثنى القاسم بن إسماعيل أبو ذكوان الراوية قال: كنت بالأهواز أيام الواثق، وإبراهيم بن العباس يلى معونتها وخراجها، فوصفت له بالأدب فأمر بإحضارى، فلما دخلت عليه قرّب مجلسى وقال: تسلّف (٥) أنس المطاولة؛ فإن الاستمتاع لا يتمّ إلّا به، فانبسطت وتساءلنا/ عن الأشعار، فما رأيت أحدا قطّ أعلم بالشعر منه، فقال لى: ما عندك فى قول النابغة:


(١) حاشية الأصل (من نسخة): * فلا حمد الله مستبصر*.
(٢) حاشية الأصل: «فى قعدد» تتعلق بقسيمك، والقعدد: الأقرب إلى الأب الأكبر، وفلان أقعد من فلان نسبا إذا كان أقرب إلى الأب الأكبر.
(٣) البيت لأمية بن أبى الصلت؛ وهو فى شعراء النصرانية: ٢٠٣، واللسان (فرج). والفرجة؛ بالفتح مصدر؛ وبالضم اسم، والرواية بالفتح.
(٤) ديوانه: ١٧١.
(٥) حاشية الأصل: تسلف؛ أى خذه سلفا؛ يعنى أنك ستنبسط إلى بعد المطاولة؛ فخذ ذلك سلفا وانبسط».