للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكأنّ حشو ثيابهم هنديّة ... نحلت وأغفلت العيون صقالها

/ المراعشة (١): تحريك الرأس فى السّير من النوم.

أما ذكره فى أول القصيدة طروق الطيف؛ فإنه لم يأت فيه بمعنى غريب؛ ولا لفظ مستعذب؛ وقد قال الناس فى الطّيف والخيال فأكثروا، وقد سبق فى ذلك قيس بن الخطيم إلى معنى؛ كلّ الناس فيه عيال عليه، وهو قوله:

أنّى سربت وكنت غير سروب! ... وتقرّب الأحلام غير قريب (٢)

ما تمنعى يقظى فقد تؤتينه ... فى النّوم غير مصرّد محسوب

كان المنى بلقائها فلقيتها ... فلهوت من لهو امرئ مكذوب

وقد أحسن جرير فى قوله:

أننسى إذ تودّعنا سليمى ... بفرع بشامة، سقى البشام (٣)

بنفسى من تجنّيه (٤) عزيز ... عليّ، ومن زيارته لمام

ومن أمسى وأصبح لا أراه ... ويطرقنى إذا هجع النّيام

وهذه الأبيات وإن خلت من معنى فى ذكر الطيف غريب، فلم تخل من لفظ مستعذب.

ولأبى عبادة البحترىّ فى وصف الخيال الفضل على كل متقدّم ومتأخّر؛ فإنه تغلغل فى


(١) حاشية الأصل: «فى نسخة الشجرى: قال السيد المرتضى رضى الله عنه: المراعشة فى الأصل:
تحريك الرأس فى السير من النوم» وفيها أيضا: «الرعش: المشى الضعيف، من الإعياء وغيره».
(٢) ديوانه: ٥، وحماسة ابن الشجرى ١٨٩، واللآلئ: ٥٢٤. وانظر ص ٣٩٣ من هذا الجزء.
(٣) ديوانه: ٥١٢، مع اختلاف فى ترتيب الأبيات. والبشامة: واحدة البشام؛ وهو شجر ذو أفنان وورق صغير؛ إذا قصفت غصونه سال منها سائل أبيض كاللبن؛ يتخذ منه سواك؛ يريد أنها أشارت بسواكها تودعه؛ ولم تتكلم مخافة الرقباء.
(٤) حاشية الأصل (من نسخة): «تجنبه» وهى رواية الديوان. ولمام: قليل.