للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أيضا:

ردّى عليّ الصّبا إن كنت فاعلة ... إنّ الصّبا ليس من شأنى ولا أربى (١)

جاوزت حدّ الشّباب النّضر ملتفتا ... إلى بنات الصّبا يركضن فى طلبى (٢)

/ والشّيب مهرب من جارى منيّته ... ولا نجاء له من ذلك الهرب

والمرء لو كانت الشّعرى له وطنا ... صبّت عليه صروف الدّهر من كثب (٣)

وقال أيضا:

لابس من شبيبة أم ناض ... ومليح من شيبة أم راضى (٤)

وإذا ما امتعضت من ولع الشّ ... يب برأسى لم يثن ذاك امتعاضى (٥)

ليس يرضى عن الزّمان مروّ ... فيه إلّا عن غفلة أو تغاض (٦)

والبواقى من اللّيالى وإن خا ... لفن شيئا فمشبهات المواضى (٧)

ناكرت لمّتى وناكرت منها ... سوء هذى الأبدال والأعواض


- قولى من أبيات:
سبق احتراسى من أذاه بطيئه ... حتى تجلّلنى، فكيف عجوله!
وفى البيت لمحة بعيدة من بيت البحترى وليس بنظير له على التحقيق؛ ومعنى البيت الّذي يخصنى أدخل فى الصحة والتحقيق؛ لأننى خبرت بأن بطيء الشيب سبق وغلب احتراسى وحذرى؛ فكيف عجوله! ومن سبقه البطيء كيف لا يسبقه السريع! والبحترى قال: إن البطيء كاد أن يسبق السريع؛ وهذا على ظاهره لا يصح؛ لأنه يجعل البطيء هو السريع؛ بل أسرع منه؛ لكن المعنى: أنه متداول متواتر فيكاد البطيء له يسبق السريع؛ وهذا فى غاية الملاحة».
(١) ديوانه ١: ٢٩، ٣٠، والشهاب: ١٤.
(٢) حاشية الأصل: «فى نسخة س:
قرأت فى شعره على شيخى: إلى بنات الردى».
(٣) د، ف، حاشية الأصل (من نسخة):
«من صبب» أى حدور؛ وهو الموضع الّذي ينحدر فيه». وفى م: «ويروى: حطت عليه صروف الدهر من كثب».
(٤) ناض: خالع، ومليح: مشفق؛ يخاطب نفسه فيقول: ألابس أنت برد الشباب أم خالعه؟ .
(٥) فى م: «لم يغن ذاك» وفى الديوان: «لم يعد».
(٦) مروّ: مفكر.
(٧) د؛ ومن نسخة بحاشيتى الأصل، ف: «مشبهات»؛ وفى حاشية الأصل: «ويروى: شبيه بالمواضى وهو أحسن. قال س: فمشبهات، لا بأس به، والّذي حسن الفاء طول الكلام وإن الشرطية فيه».