كتاب أمالي المرتضى غرر الفوائد ودرر القلائد (معتزلي)

٥٤ - تأويل آية ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة - ج: 2 - ص: 63

ولبشار بن برد:

إنّنى أشتهي لقاءك والل ... هـ فماذا عليك أن تلقانى

قد تلفّ الرّياح غصنا من الب ... ان إلى مثله فيلتقيان

ومثل هذا للبحترىّ:

ولم أنس ليلتنا فى العن ... اق لفّ الصّبا بقضيب قضيبا (١)

كما افتنّت الرّيح فى مرّها ... فطورا خفوتا، وطورا هبوبا

ولآخر فى مثل هذا بعينه، ولسنا ندرى هل سبق البحترىّ أو تأخر عنه:

وضمّ لا ينهنهه اعتناق ... كما التفّ القضيب على القضيب

ولعلى بن الجهم:

وبتنا على رغم الحسود كأنّنا ... خليطان من ماء الغمامة والخمر (٢)

/ وهذا وإن جعله فى العناق فهو مأخوذ من قول بشار:

وإن نلتقى خلف الغيور كأنّنا ... سلاف عقار بالنّقاخ مشوب (٣)

والأصل فى هذا قول الأخطل، والناس من بعده على أثره:

من الجازئات الحور مطلب سرّها ... كبيض الأنوق المستكنّة فى الوكر (٤)

وإنى وإيّاها إذا ما لقيتها ... لكالماء من صوب الغمامة والخمر

وقد أخذه أيضا ابن أبى عيينة فقال:

---

(١) ديوانه ١: ٥١.
(٢) ديوانه ١٤٤ وحماسة ابن الشجرى ١٩٦، وروايته هناك:
* وبتنا على رغم الوشاة كأنّنا*.
(٣) ديوانه ١: ١٨٥. والنقاخ: الماء البارد؛ وفى حاشية الأصل: «س: خلف العيون».
(٤) ديوانه: ٢١٢ الأنوق: الرخمة؛ وفى المثل: «أعزّ من بيض الأنوق»، لأنها تحرزه فلا يكاد يظفر به؛ لأن أوكارها فى رءوس الجبال والأماكن الصعبة.