للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثنا العتبىّ عن أبيه قال: سيّر الوليد بن عبد الملك (١) الأحوص إلى دهلك (٢)، فكتب الأحوص إلى عمر بن عبد العزيز حين استخلف:

وكيف ترى للنّوم طعما ولذّة ... وخالك أمسى موثقا فى الحبائل!

فمن يك أمسى سائلا عن شماتة ... ليشمت بى، أو شامتا غير سائل

/ فقد عجمت منّى الحوادث ماجدا ... صبورا على غمّاء تلك البلابل

إذا سرّ لم يفرح، وليس لنكبة ... ألمّت به بالخاشع المتضايل

فبعث عمر بن عبد العزيز إلى عراك بن مالك، الّذي كان شهد عليه فقال: ما ترى فى هذا البائس؟ فقال عراك: مكانه خير له، فتركه فى موضعه، فلما ولى يزيد بن عبد الملك جلب الأحوص وسيّر عراكا (٣).


(١) كذا جاءت الرواية هنا؛ وفى الأغانى ٤: ٢٤٦ (طبعة الدار) أن الأحوص كان ينسب بنساء ذوات أخطار من أهل المدينة ويتغنى فى شعره معبد ومالك، ويشيع ذلك فى الناس، فنهى فلم ينته، فشكى إلى عامل سليمان بن عبد الملك على المدينة، وسألوه الكتاب فيه إليه، ففعل ذلك؛ فكتب سليمان إلى عامله يأمره أن يضربه مائة سوط، ويقيمه على البلس للناس، ثم يصيره إلى دهلك. ففعل ذلك به، فثوى هناك سلطان سليمان بن عبد الملك، ثم ولى عمر بن عبد العزيز فكتب إليه يستأذنه فى القدوم ويمدحه، فأبى أن يأذن له، وكتب فيما كتب إليه به ... ثم أورد الأبيات.
(٢) دهلك: جزيرة فى بحر اليمن؛ وهو مرسى بين بلاد اليمن والحبشة.
(٣) فى خبر صاحب الأغانى: «فأتى رجال من الأنصار عمر عبد العزيز فكلموه فيه وسألوه أن يقدمه، وقالوا له: قد عرفت نسبه وموضعه وقديمه، وقد أخرج إلى أرض الشرك، فنطلب إليك أن ترده إلى حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودار قومه؛ فقال لهم عمر: فمن الّذي يقول:
فما هو إلا أن أراها فجاءة ... فأبهت حتّى ما أكاد أجيب
قالوا: الأحوص. قال: فمن الّذي يقول:
أدور ولولا أن أرى أم جعفر ... بأبياتكم مادرت حيث أدور
وما كنت زوّارا ولكنّ ذا الهوى ... إذا لم يزر لا بدّ أن سيزور
قالوا: الأحوص، قال فمن الّذي يقول: -