للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واقع الاختلاط في التعليم (١)

[الاختلاط في التعليم الابتدائي]

كان النظام الغالب والسائد في التعليم الابتدائي ما قبل ثورة يوليو حتى نهاية الخمسينات تقريبًا هو استقلال المدارس الخاصة بالبنات، والمدارس الخاصة بالبنين، وكان تعيين المدرسين في المرحلة الابتدائية أكثره في مدارس البنين، وكان تعيين المدرسات أكثره في مدارس البنات، وكانت المدارس المختلطة أكثر ما تكون في الريف لقلة المدارس وقلة التلاميذ ثم شاع الاختلاط في عهد الثورة وزحف ـ على تفاوت ـ إلى كل المراحل وأصبح الاختلاط في المرحلة الابتدائية على وجه الخصوص هو الشائع والمعروف، وقد ترتب على هذا الاختلاط آثار لا أجد فيها أثرا واحد جديرا بأن يجعلنا نتمسك به أو ندعو إليه.

فمن المسلم به أن الإنسان يتأثر بمن حوله، وأن النشء يحاول أن يتخذ لنفسه قدوة يقلدها ويتأثر سلوكها، وعندما نتطلع إلى تنشئة أجيال من الرجال فإنه من الخير أن يكون النموذج الذي أمام الطفل مدرسا لا مدرسة.

إن عوامل كثيرة تكاتفت لتخرج لنا جيلا من الشباب يعوزه الكثير من الرجولة والخشونة.

إن جيلا من الشباب الذي يسير في ميوعة وهو يمضغ العلك أو (اللبان)، ويتدلى من صدره سلسلة .. ومن حزامه (ميدالية) .. هذه الصورة الشائهة لشبابنا كان من


(١) بتصرف من (اختلاط الجنسين في مدارسنا)، لعثمان بن محمد عثمان، والكاتب مصريٌّ ذكر في مقدمة رسالته أنه أمضى في التدريس ما يقرب من ربع قرن، تنقّل خلالها في مراحل التعليم الإعدادي والثانوي، وبكل أنواعه سواء في التعليم العام أو الزراعي والصناعي، والتجاري، وتنقل خلالها في الوجهين البحري والقبلي.
شبكة نور الإسلام www.islamlight.net.

<<  <  ج: ص:  >  >>