للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشبهة السابعة والسبعون:

هل عَادَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ مِنْ الْأَنْصَارِ؟

قال البخاري: «وَعَادَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ مِنْ الْأَنْصَارِ».

الجواب:

١ - هذا الأثر رواه البخاري في صحيحه تعليقًا.

والحديث المعلق هو هو ما حذف من مبتدأ إسناده واحد أو أكثر ولو إلى آخر الإسناد، فهو ما حذف من مبتدأ إسناده راوٍ واحد أو راويان أو ثلاثة أو جميع الإسناد (١).

والمعلق من قسم الضعيف إلا أن نقف على الرجال المحذوفين، ومن ثَمَّ نحكم عليه بما يستحق، وليست المعلقات التي في صحيح البخاري كلها على شرطه.

وهذا الأثر رواه البخاري موصولًا في (الأدب المفرد) و (التاريخ الكبير) عن الحارث بن عُبيد الله الأنصاري قال: «رأيتُ أمّ الدرداء، على رحالها أعوادٌ ليس عليها غشاء عائدةً لرجلٍ من أهل المسجد من الأنصار».

وقال الألباني في تعليقه على (الأدب المفرد): «ضعيف الإسناد، الحارث هذا مجهول الحال».

٢ - على فرض صحة الأثر فقد قال ابن بطال في شرحه لهذا الأثر من صحيح البخاري: «وعيادة أم الدرداء تحمل على أنها عادت الأنصاري وهى متجالّة، فلا تزورن امرأة رجلًا إلا أن تكون ذات محرم أو تكون متجالة يؤمن من مثلها الفتنة بها» اهـ.

والمتجالة هي المرأة التي قد تَجالَّتْ، أَي أَسَنَّت وكَبرَتْ وعجزت (٢).


(١) شرح ألفية السيوطي محمد محي الدين عبد الحميد، (ص ٧٩).
(٢) لسان العرب، (مادة: جلل).

<<  <  ج: ص:  >  >>