للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشبهة الرابعة بعد المائة (١):

خولة بنت الأزور وإنقاذها لأخيها من الأسر.

هناك من يذكر خبرًا عن شخصية يسمونها خولة بنت الأزور ويذكرون قصة إنقاذ أخيها ضرار ـ وهو صحابي معروف ـ من الأسر.

الجواب:

أولًا: لا أصل لهذه القصة فلا يوقف معها، بل إن في ثبوت شخصية خولة هذه نظرًا، فضلًا عن القصة (٢)؛ فليس لها ذِكْر إلا في كتاب (فتوح الشام) المنسوب للواقدي وكتاب (فتوح الشام) هذا مكذوب على الواقدي وليس له (٣).

وعلى فرض أن الكتاب للواقدي فمحمد بن عمر الواقدي، متروك (٤).

ثانيًا: إن خولة هذه لا ذكر لها في كتب التراجم والسير، بل ولا في كتب اللغة والأدب؛ فهي على الراجح شخصية وهمية، وكل من يُثْبِت عنها شيئًا؛ إنما يعتمد على كتاب (فتوح الشام) المكذوب على الواقدي، وكتاب (شرح ديوان الخنساء)، وشارح هذا الديوان، مجهول غير معروف، وقد اعتمد في سرد بعض الأحداث في شرحه هذا على كتاب (فتوح الشام)، وكتابان هذه حالهما لا يعتمد عليهما.


(١) بتصرف من (الاختلاط بين الواقع والتشريع، دراسة فقهية علمية تطبيقية في حكم الاختلاط وآثاره)، جمع وإعداد: إبراهيم بن عبد الله الأزرق، (ص ٦٠).
(٢) راجع كتاب (خولة بنت الأزور)، لعبد العزيز الرفاعي.
(٣) قد فصَّلَ الشيخ مشهور حسن سلمان الحديث حول هذا الموضوع في كتابه القيم: كتب حذر منها العلماء (٢/ ٢٨٤ - ٢٩٢).
(٤) انظر: الكامل لابن عدي (٦/ ٩٣)، الضعفاء للعقيلي (٤/ ١٩٠)، لسان الميزان (٢/ ٤٣٠).التهذيب (٣/ ٥٦٩)، الميزان للذهبي (٣/ ٥٥٦)، (٣/ ٦٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>