للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشبهة الرابعة عشرة بعد المائة (١):

زعموا أن المرأة الشريفة تستطيع أن تحفظ نفسها بين الرجال إذا اختطلت بهم في التعليم أو العمل:

فالقضية ـ عندهم ـ قضية قلوب! إذا سَلِمَ القلب فلا تهتم أين كان صاحبه، والمرأة الشريفة تستطيع أن تعيش بين الرجال في حصن حصين من شرفها وعفتها لا تمتد إليه المطامع.

الجواب:

تلك خدعة كبرى ... فمهما بلغ الرجل والمرأة صلاحًا وديانة وتعففًا فلن يبلغوا طهارة أزواج النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ولا طهارة أصحابه - رضي الله عنهم - ومع ذلك خاطبهم الله - عز وجل - بقوله: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} (الأحزاب:٥٣)، فأي خوف على قلب امرأةٍ زوجها محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، وأي خوفٍ على قلوب خير القرون - رضي الله عنهم -.

إن الإسلام عندما حرم الاختلاط لم يفرق بين العفيفة وغير العفيفة، ولك أن تعجب أيضًا من ذلك الشرف، وتلك العفة، التي يزعم امتلاكها من يبيح الاختلاط، ويتهم من ينادي بالفصل بسوء القصد! وهل حقًا بلغت السذاجة بأناس مبلغًا يدفعهم لتصديق هذا الدّعِيّ؟

ولا يُظَن أن عاقلًا يتصور أن امرأة شريفة سوف تعيش في حصن من العفاف حصين أنى وجدت، ولو في قعر بيت بغاء!


(١) انظر: في الاختلاط هل يمكن كبح الغريزة الجنسية، لأبي سارة www.saaid.net.
الاختلاط بين الواقع والتشريع، دراسة فقهية علمية تطبيقية في حكم الاختلاط وآثاره، جمع وإعداد: إبراهيم بن عبد الله الأزرق، (ص٦١ - ٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>