خلقه - صلى الله عليه وآله وسلم - مع أهله وعظيم رحمته وعاطفته تجاهها، فقد كانت تمر الأيام الطويلة ولا يوقد في بيت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - نار لطعام، وإنما طعامه وطعام أهله الأسودان: التمر والماء، أفيترك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أهله ـ وهي إنما ترضى بالشظف أسوة به ـ ليجلس من ورائها إلى مائدة شهية عامرة عند جاره الفارسي؟! ما كان خلق رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ليرضى بذلك.
وأما أن يكون في ذلك ما يدل على أن عائشة - رضي الله عنها - ذهبت مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - متبرجة وجلست أمام الفارسي سافرة واختلطت العائلات على نحو ما يتم اليوم فهو شيء لا دلالة عليه، وحمل الحديث على هذا المعنى كحمل الشرق على أن يولد من داخله الغرب.