للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلٍ بِهَذَا، وَقَالَ: «مَا كُنَّا نَقِيلُ وَلَا نَتَغَدَّى إِلَّا بَعْدَ الْجُمُعَةِ».

(الباب الذي بعده): (بَاب الْقَائِلَةِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ)

٤ - عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: «كُنَّا نُبَكِّرُ إِلَى الْجُمُعَةِ ثُمَّ نَقِيلُ».

٥ - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: «كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - الْجُمُعَةَ ثُمَّ تَكُونُ الْقَائِلَةُ».

(باب السِّلْقِ وَالشَّعِيرِ):

٦ - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: «إِنْ كُنَّا لَنَفْرَحُ بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، كَانَتْ لَنَا عَجُوزٌ تَأْخُذُ أُصُولَ السِّلْقِ فَتَجْعَلُهُ فِي قِدْرٍ لَهَا فَتَجْعَلُ فِيهِ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ إِذَا صَلَّيْنَا زُرْنَاهَا فَقَرَّبَتْهُ إِلَيْنَا وَكُنَّا نَفْرَحُ بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَمَا كُنَّا نَتَغَدَّى وَلَا نَقِيلُ إِلَّا بَعْدَ الْجُمُعَةِ وَاللهِ مَا فِيهِ شَحْمٌ وَلَا وَدَكٌ» (١).

ثانيًا: هؤلاء صبيان لم يبلغوا فسهل بن سعد - رضي الله عنه - الذي يحكي عن نفسه الحضور كان حينئذِ صبيًّا صغيرًا دون البلوغ قطعًا؛ قال الزهري: «رأى سهل بن سعد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وسمع منه وذكر أنه كان له يوم توفي النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - خمس عشرة سنة» (٢).

وكيف لأحد أن يثبت أن من كانوا معه لم يكونوا صبيان مثله، والغالب أن رفيق


(١) َتُكَرْكِر: أَيْ تَطْحَن. وبُضَاعَة: نَخْل بِالْمَدِينَةِ، وَالْمُرَاد بِالنَّخْلِ الْبُسْتَان، وَلِذَلِكَ كَانَ يُؤْتَى مِنْهَا بِالسِّلْقِ. وَالْأَرْبِعَاءَ: جَمْع رَبِيع، وَالرَّبِيع اَلْجَدْوَل وَقِيلَ اَلصَّغِيرُ وَقِيلَ اَلسَّاقِيَة اَلصَّغِيرَة وَقِيلَ حَافَات اَلْأَحْوَاض، وَالسِّلْق ـ بِكَسْرِ اَلْمُهْمَلَةِ ـ مَعْرُوف. قَوْله: (فَتَكُونُ أُصُول اَلسِّلْقِ عَرْقَه) أَيْ عَرْق اَلطَّعَام، وَالْعَرْق اَللَّحْم اَلَّذِي عَلَى اَلْعَظْمِ، وَالْمُرَاد أَنَّ اَلسِّلْقَ يَقُومُ مَقَامه عِنْدَهُمْ. الْقَائِلَة: َهِيَ النَّوْم فِي وَسَط النَّهَار عِنْد الزَّوَال وَمَا قَارَبَهُ مِنْ قَبْل أَوْ بَعْد، وَيُقَال لَهَا أَيْضًا الْقَيْلُولَة، الوَدَك: هُوَ الدَّسَم. (باختصار من فتح الباري ٢/ ٤٢٦).
(٢) أُسْد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير (١/ ٤٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>