قال الشيخ ابن باز - رحمه الله -: «هذه القصة باطلة لا تثبت رواية ولا دراية.
أما الرواية: فلأن مدارها على جماعة من الضعفاء وبعضهم متهم بالكذب وتنتهي القصة إلى مُبْهَم لا يُعرَف من هو ولا تعرف حاله وهو الذي رواها عن عمر وبذلك يُعلَم بطلانها من حيث الرواية.
وأما من حيث الدراية فمن وجوه:
١ - شذوذها ومخالفتها لما هو معلوم من سيرة عمر - رضي الله عنه - وشدته في الحجاب وغيرته العظيمة وحرصه على أن يحجب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - نساءه حتى أنزل الله آية الحجاب.
٢ - مخالفتها لأحكام الإسلام التي لا تخفى على عمر ولا غيره من أهل العلم , وقد دل القرآن والسنة النبوية على وجوب الاحتجاب وتحريم الاختلاط بين الرجال والنساء على وجه يسبب الفتنة ودواعيها.
٣ - ما في متنها من النكارة الشديدة التي تتضح لكل من تأملها.
وبكل حال فالقصة موضوعة على عمر بلا شك للتشويه مِن سُمْعَته أو للدعوة إلى الفساد بسفور النساء للرجال الأجانب واختلاطهن بهم , أو لمقاصد أخرى سيئة.
ولقد أحسن الشيخ أبو تراب الظاهري , والشيخ محمد أحمد حساني , والدكتور هاشم بكر حبشي فيما كتبوه في رد هذه القصة وبيان بطلانها وأنه لا يصح مثلها عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - , جزاهم الله خيرًا وضاعف مثوبتهم وزادنا وإياهم علمًا وتوفيقًا وجعلنا وإياهم وسائر إخواننا من أنصار الحق» (١).
وهذه القصة ذكرها قاسم أمين ثم تابعه في الترويج لها أتباعه من المتحررين وهي قصة موضوعة لا تصح عن هذا الصحابي الجليل عمر - رضي الله عنه - الذي كانت غيرته سببًا في