قال المؤلف رحمه الله تعالى:[والإيمان بأن الرجل إذا مرض يأجره الله على مرضه].
لا بد من الإيمان بأن الإنسان إذا مرض فإن الله يأجره على مرضه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(ما من رجل تصيبه مصيبة إلا كفر الله من خطاياه، حتى الشوكة يشاكها) فالمرض كفارة للذنوب، والأمراض تحط الخطايا عن المسلم كما تحط الشجرة ورقها.
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مرض في حياته أصابه وعك شديد من حمى فجاءه بعض الصحابة فقالوا:(يا رسول الله! إنك لتوعك كما يوعك رجلان، قال: أجل، قالوا: أذلك أن لك أجرين، قال: نعم، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم).
فالمرض والمصائب والهموم والكفارات والأسقام والمصائب كلها كفارات، ولما نزل قوله تعالى:{لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}[النساء:١٢٣] قال أبو بكر: يا رسول الله! هذه الآية يقول الله: كل شيء نعمله نجزى به؟ إذاً هلكنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(يا أبا بكر! ألست تحزن؟ ألست تنصب؟ أليس يصيبك اللأواء؟ فذلك مما تجزون به)، وهذه من الآيات التي فسرها النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن الآيات التي فسرها النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى:{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}[الأنعام:٨٢] فجاء الصحابة وجثوا على ركبهم وقالوا: (يا رسول الله! أينا لم يلبس إيمانه بظلم-ظنوا أن الظلم هو المعاصي- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس الذي تعنون ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[لقمان:١٣]) فالمراد بالظلم الشرك.
وتفسير الآية:(الذين ءامنوا) أي: وحدوا, (ولم يلبسوا): لم يخلطوا, (إيمانهم): توحيدهم, (بظلم) أي: بشرك، {أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}[الأنعام:٨٢] فسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم هنا بالشرك من خلال الآية الأخرى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[لقمان:١٣].