[بيان معنى حديث:(وليس وراء ذلك من الإيمان مثقال حبة من خردل)]
السؤال
ما قولكم في قول النبي صلى الله عليه وسلم:(وليس وراء ذلك من الإيمان مثقال حبة من خردل)، في حديث من لم ينكر المنكر بقلبه؟
الجواب
ليس المراد أنه يكون كافراً؛ لأن من لم ينكر المنكر بقلبه يكون عاصياً.
فإذا جلس الإنسان مع قوم يشربون الخمر يجب عليه أن ينكر باللسان إن عجز عن الإنكار باليد، فإن عجز فإنه ينكر بالقلب.
والإنكار بالقلب معناه: أن يقوم ويتركهم، فإن جلس معهم فليس عنده من الإيمان حبة خردل يتعلق بإنكار المنكر، ويكون حكمه نفس حكم من شرب الخمر في الإثم، ومن جلس مع قوم يكفرون بالله واستطاع أن ينكر ولم ينكر وجلس وسكت، فحكمه في الإثم يكون نفس حكمهم؛ لأنه رضي بالكفر وأقر به، ومن جلس مع قوم يتعاملون بالربا ولم ينكر عليهم فيكون حكمه حكم المرابي، قال تعالى:{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}[النساء:١٤٠].