قال المؤلف رحمه الله تعالى:[والقرآن كلام الله وتنزيله ونوره وليس بمخلوق؛ لأن القرآن من الله، وما كان من الله فليس بمخلوق، وهكذا قال مالك بن أنس وأحمد بن حنبل والفقهاء قبلهما وبعدهما، والمراء فيه كفر].
القرآن كلام الله وتنزيله ونوره ليس بمخلوق، وهو صفة من صفاته جل وعلا، وهذا هو الصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة، أن القرآن كلام الله، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود.
فالقرآن كلامه وتنزيله، أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم وحياً بواسطة جبرائيل، كما قال عز وجل:{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}[الشعراء:١٩٣ - ١٩٥].
إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة التي فيها بيان أن القرآن كلام الله وتنزيله، نزل به جبريل عليه الصلاة والسلام على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}[الشعراء:١٩٣ - ١٩٥]، فمن قال إنه مخلوق فقد كفر، وهذا هو قول الأئمة كلهم؛ لأن القرآن الكريم صفة من صفات الله تعالى، فمن قال إنه مخلوق فقد كفر؛ لأنه جعل صفات الله من جنس المخلوقات، وهذا كفر والعياذ بالله، كما قال الإمام أحمد والشافعي وغيرهم، قالوا: من قال إن القرآن مخلوق فقد كفر، وهذا على وجه العموم، أما الشخص بعينه فلا يكفر حتى تقوم عليه الحجة.
إذاً: فالقرآن من الله وما كان من الله فليس بمخلوق، وهكذا قال مالك بن أنس وأحمد بن حنبل والفقهاء قبلهما وبعدهما، كلهم قالوا: القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، وكلهم قالوا: من قال: القرآن مخلوق فقد كفر.
وقوله: المراء فيه كفر، يعني: الجدال في القرآن كفر؛ لأنه يوقع في الضلال، وفي البدعة.