إذا جار السلطان، وهتك الحرمات، وغصب الأموال والأعراض، فهل يكون الدعاء عليه بالهلاك حينئذ خيراً له حتى لا يزداد إثماً، وخيراً للمسلمين حتى يتخلصوا من شره؟ وكيف نفسر قول النبي صلى الله عليه وسلم:(شرار أئمتكم الذين تدعون عليهم وتلعنونهم ويلعنونكم)؟
الجواب
إذا كان السلطان هكذا فخير لك أن تدعو له حتى يصلحه الله.
أما إذا كان يأخذ مالك، وتدعو عليه فقد تستجاب فيزداد فجوراً ويزيد في ظلمك، لكن عليك أن تدعو له.
أما قول النبي صلى الله عليه وسلم:(شرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ويلعنونكم وتلعنونهم) فالمراد فعل الناس، وأن هذا الواقع، وليس المراد أن يشرع لعنهم، ولهذا سئل بعد ذلك:(أفلا ننابذهم بالسيف؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة).