للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كفر من أنكر شيئاً من علم الله

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [والإيمان بأن الله تبارك وتعالى قد علم ما كان من أول الدهر، وما لم يكن، وما هو كائن أحصاه الله وعده عداً، ومن قال: إنه لا يعلم ما كان وما هو كائن فقد كفر بالله العظيم].

العلم صفة من صفات الله عز وجل فمن أنكر علم الله فهو كافر, وهو أول مراتب القدر الأربع، وهو أن تؤمن بأن الله علم ما كان في الأزل -أي: في الماضي- ويعلم ما يكون في الوقت الحاضر، ويعلم ما سيكون في المستقبل، ويعلم المستحيل -أي: يعلم ما لم يكن لو كان كيف سيكون- قال الله تعالى عن الكفار لما طلبوا العودة إلى الدنيا: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ} [الأنعام:٢٨] وهذا علم الله بما لم يكن لو كان كيف يكون, وقال أيضاً عن الكفار: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنفال:٢٣] , وقال الله عن المنافقين الذين لم يخرجوا في غزوة تبوك: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ * لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا} [التوبة:٤٦ - ٤٧] وهم ما خرجوا ولكن علم الله ما سيكون منهم لو خرجوا, فلا بد من الإيمان بعلم الله تعالى، ومن قال إنه لا يعلم ما كان وما هو كائن فقد كفر بالله العظيم؛ لأنه نسب الله للجهل.

<<  <  ج: ص:  >  >>