قال المؤلف رحمه الله تعالى:[وإذا سمعت الرجل يطعن على الآثار، ولا يقبلها، أو ينكر شيئاً من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتهمه على الإسلام، فإنه رجل رديء القول والمذهب، وإنما طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ لأنه إنما عرفنا الله، وعرفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرفنا القرآن، وعرفنا الخير والشر والدنيا والآخرة بالآثار].
يقول المؤلف رحمه الله:(إذا سمعت الرجل يطعن على الآثار) وهي: الأحاديث والآثار عن الصحابة وعن التابعين ومن بعدهم, فإذا سمعت رجلاً يطعن في الأحاديث ويطعن في أخبار الصحابة والتابعين ولا يقبلها، أو ينكر شيئاً من أخبار رسوله صلى الله عليه وسلم فاتهمه على الإسلام, فإنه مشكوك في إسلامه؛ لأن هذا دليل على ضعف إسلامه.
ولهذا قال المؤلف:(فإنه رجل رديء القول والمذهب) أي: مذهبه ضعيف, (وإنما طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ لأنه إنما عرفنا الله، وعرفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرفنا القرآن، وعرفنا الخير والشر، والدنيا والآخرة بالآثار).
وبين المؤلف ما هو السبب في ذلك فقال: لأننا عرفنا الله وعرفنا رسوله وعرفنا القرآن وعرفنا الخير والشر والدنيا والآخرة بالآيات القرآنية والأحاديث, وعرفنا الله ورسوله بالقرآن وبالسنة وبالآثار، وعرفنا الخير -وهو التوحيد وسائر الطاعات- من القرآن ومن السنة ومن الآثار، وعرفنا الشر -وهو الشرك والمعاصي- من القرآن ومن السنة, وعرفنا الآخرة بالقرآن وبالسنة، فالذي يطعن في الآثار -وهي النصوص من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة- فهو رجل رديء القول والمذهب ضعيف الإيمان؛ لأنه حينما يطعن في الآثار إنما طعن في الرب، وطعن في الرسول، وطعن في القرآن؛ لأن النصوص إنما هي من كلام الله وكلام رسوله, وهذه علامة على الشخص المتهم في دينه، وهي الطعن في النصوص وردها وعدم قبولها.