[توضيح لمسألة الظلم التي سار فيها المؤلف على مذهب الجبرية]
السؤال
نرجو من فضيلتكم إعادة توضيح مسألة الظلم التي مشى فيها المؤلف على قول الجبرية؟
الجواب
الظلم في قول الجبرية هو: تصرف المالك في غير ملكه، فالمؤلف يقول: إن الله يتصرف في ملكه فلا يسأل؛ لأنه يتصرف في ملكه والخلق كلهم ملكه؛ وعلى هذا فيجوز له أن يتصرف فيهم بأن يقلب التشريعات والجزاءات، وأن يحمل الأنبياء والمتقين أوزار الفجار والكفار ولا يكون ظلماً، وهذا باطل، بل الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، كأن يحمّل أحداً أوزار غيره، أو يمنعه ثواب عمله، فهذا هو الظلم الذي نفاه الله عن نفسه، والظلم مقدور لله، لهذا حرمه على نفسه ونزه نفسه عنه ونفاه، ولو كان الظلم مستحيلاً على الله كما تقول الجبرية فكيف يحرم الله على نفسه شيئاً مستحيلاً؟! وما الفائدة من تحريم المستحيل؟ وكيف ينفي الظلم عن نفسه وهو غير مقدور له؟ فهذا باطل، وقوله:{لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ}[الأنبياء:٢٣]، أي: لكمال حكمته لا لأنه صاحب القدرة والمشيئة كما تقول الجبرية.