قال المصنف رحمه الله تعالى: [واعلم أن أول من ينظر إلى الله تعالى في الجنة الأضراء، ثم الرجال، ثم النساء، بأعين رءوسهم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضامون في رؤيته)، والإيمان بهذا واجب، وإنكاره كفر].
قوله:(واعلم أن أول من ينظر إلى الله تعالى في الجنة الأضراء) الأضراء جمع ضرير، وهو الأعمى الذي ذهب بصره، فهذا أول من ينظر إلى الجنة؛ لأنه كان غير مبصر في الدنيا فهو أول من ينظر إلى الله في الجنة، لكن جاء هذا في حديث ضعيف، والصواب أن الأضراء وغيرهم سواء، فالمؤمنون جميعاً ينظرون إلى الله.
قوله:(ثم النساء) فهذا الترتيب يحتاج إلى دليل، والله تعالى يقول:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[القيامة:٢٢ - ٢٣]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:(إنكم سترون ربكم)، وهذا خطاب للرجال والنساء، فلا يقال: إن الأعمى ينظر أولاً ثم الرجال ثم النساء.
وهم ينظرون إلى الله تعالى بأعين رءوسهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته)، رواه البخاري ومسلم، والأحاديث في رؤية الله تعالى بلغت حد التواتر، قال ابن القيم رحمه الله: رواها من الصحابة نحو ثلاثين صحابياً في الصحاح والسنن والمسانيد.
وكذلك النصوص في القرآن الكريم صريحة في رؤية الله، قال تعالى:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[القيامة:٢٢ - ٢٣]، وقال:{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}[المطففين:١٥].
قوله:(والإيمان بهذا واجب، وإنكاره كفر) لقد كفر الأئمة من أنكر رؤية الله، فقال الإمام أحمد وجماعة: من قال: إن الله لا يُرى في الآخرة فقد كفر، نسأل الله السلامة والعافية.