قال المؤلف رحمه الله تعالى:[والإيمان بالصراط على جهنم، يأخذ الصراط من شاء الله، ويجوز من شاء الله ويسقط في جهنم من شاء الله، ولهم أنوار على قدر إيمانهم].
يجب على المؤمن أن يؤمن بالصراط، وهو جسر منصوب على متن جهنم، وهذا الجسر حسي لا معنوي، يمر عليه الناس على قدر أعمالهم، فمن تجاوز الصراط وصل إلى الجنة، ومن سقط سقط في النار، والعياذ بالله.
فقد جاء في الأحاديث: أن الناس يمرون على حسب أعمالهم، وأن الزمرة الأولى يمرون كالبرق، ثم كالريح، ثم كالطير، ثم كأجاود الخيل عدواً، ثم كالرجل الذي يعدو عدواً، أي يركض ركضاً، ثم كالرجل الذي يمشي مشياً، ثم كالرجل الذي يزحف زحفاً، على حسب الأعمال، وعلى الصراط كلاليب تخطف من أمرت بخطفه، فناج مكلم، ومكردس على وجهه في النار، ونبينا صلى الله عليه وسلم قائم على الصراط يقول:(اللهم سلم سلم).
فيجب الإيمان بالصراط، وأنه صراط حسي حقيقي، ومن استقام على الصراط المستقيم في هذه الدنيا -وهو توحيد الله، وإخلاص الدين لله، وأداء الواجبات وترك المحرمات- مر على الصراط الحسي كالبرق، ومن تنكب الصراط وانحرف عنه في الدنيا لم يستطع المرور على الصراط الحسي في الآخرة، بل يسقط في جهنم، فالصراط صراطان: صراط في الدنيا وصراط في الآخرة، فالصراط في الدنيا هو دين الإسلام.
والصراط الذي جاء على متن جهنم جاء وصفه في الأحاديث أنه أحر من الجمر، وأحد من السيف، يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، ولهذا قال المؤلف رحمه الله:(والإيمان بالصراط على جهنم) يأخذ الصراط من شاء الله، ويجوز من شاء الله، ويسقط في جهنم من شاء الله، ولهم أنوار على قدر إيمانهم.