ـ[فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ما القول الراجح عند المحدثين من حيث قبول رواية صاحب البدعة الثقة - كعبد الرزاق بن همام مثلاً - إذا روى رواية تؤيد بدعته، هل تقبل أم ترد؟ ]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يرى جمع من أهل الحديث عدم الرواية عن المبتدع مطلقاً لأن الرواية عنه شهراً له وترويجاً لبدعته. لكن كتب السنة بما فيها الصحيحان طافحة بالرواية عنهم ويستثنى منهم من كانت بدعته مكفرة أو كان داعية لمذهبه وبهذا قال جمهور المحدثين ما لم يرو ما يتهم بسببه مما يؤيد بدعته فالراجح عند المحدثين جواز الرواية عنهم بما ذكر من القيود وقد يخرجون لبعض الدعاة وهذا نادر جداً كتخريج البخاري لعمران بن حطان وهو داعية إلى مذهب الخوارج لأن الخوارج أهل صدق بخلاف غيرهم من أصناف المبتدعة.
قال الحافظ العراقي رحمه الله: -
والخلف في مبتدع ما كفرا ... قيل يرد مطلقاً واستنكرا
وقيل بل إذا استحل الكذبا ... نصرة مذهب له ونسبا
للشافعي إذ يقول أقبل ... من غير خطابية ما نقلوا
والأكثر ون ورآه الأعدلا ... ردوا دعاتهم فقط ونقلاً
فيه ابن حبان اتفاقاً ورووا ... عن أهل بدع في الصحيح ما دعوا