ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بارك الله فيكم شيخنا الفاضل .. قال الحاكم رحمه الله ((قد ذكرت في هذه الأجناس الستة أنواع التدليس، ليتأمله طالب هذا العلم فيقيس بالأقل على الأكثر. ولم استحسن ذكر أسامي من دلس من أئمة المسلمين صيانة للحديث ورواته)) معرفة علوم الحديث ص: ١١١. وقال الذهبي:(وكذا لم أعتن بمن ضعف من الشيوخ ممن كان في المائة الرابعة وبعدها ولو فتحت هذا الباب لما سلم أحد، إلا النادر من رواة الكتب والأجزاء)) المغني في الضعفاء ص: ٤ وقال أيضاً: ((ثم من المعلوم أنه لابد من صون الراوي وستره. فالحد الفاصل بين المتقدم والمتأخر وهو رأس سنة ثلاثمائة. ولو فتحت على نفسي تليين هذا الباب لما سلم معي إلا القليل إذ الأكثر لا يدرون ما يرون، ولا يعرفون هذا الشأن إنما سمعوا في الصغر واحتج إلى علو سندهم في الكبر فالعمدة ((والعهدة)) (٣) على من قرأ لهم وعلى من أثبت طباق السماع لهم، كما هو مبسوط في علوم الحديث. لسان الميزان ج: ١ ص: ٩ عند ذكره خطبة الأصل. ميزان الاعتدال ج: ١ ص: ١١٥ في المقدمة. أحسن الله إليكم، ما معنى هذا الكلام؟ وكيف نرد على من أراد إلقاء شبهة بأن علماء الحديث يخفون أحوال الرواة؟ ]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما كلام الحاكم رحمه الله فمحمول على من احتمل الأئمة تدليسه ولم يره أهل العلم قادحاً في مروياته لأمانته كالسفيانين وغيرهما أو لقلة وندرة تدليسه في جانب مروياته الكثيرة فلم يذكرهم لئلا يتعرض صغار الطلاب لنقدهم وذكرهم وعدمه لا أثر له في مروياتهم وأما من كان تدليسه مؤثراً في رواياته فلا بد من ذكره مهما كانت النتائج المترتبة على ذكره نصحاً للأمة وصيانة للسنة.
وأما كلام الذهبي رحمه الله الأول والثاني فالمراد به أن العمدة في الرواية على رواية القرون الثلاثة إلى رأس الثلاثمائة وأما من بعدهم فهو رواة كتب لا رواة أحاديث غالباً ولذا تساهل أهل العلم فيما يشترطون لقبول الرواة قال الحافظ العراقي لما ذكر صفة من تقبل رواته ومن ترد:
وأعرضوا في هذه الدهور ... عن اجتماع هذه الأمور
لعسرها بل يكتفى بالعاقل ... المسلم البالغ غير الفاعل
للفسق ظاهرا وفي الضبط بأن ... يثبت ما روى بخط مؤتمن
وأنه يروي من أصل وافقاً ... لأصل شيخه كما قد سبقا
لنحو ذاك البهيقي فقد ... آل السماع لتسلسل السند
لأن فائدة الأسانيد في العصور المتأخرة بعد عصر الرواية لمجرد ابقاء سلسلة الاسناد الذي من خصائص هذه الأمة ولذا لا يعتمد على المتأخرين في الرواية إذا روى من طريق أصحاب الكتب فالعبرة بسندالكتاب الأصليلا على من دونه وان وجد حديث يرويه المتأخربسنده من غير مروربالكتب المصنفة فهذا يحتاط له أشد الاحتياط والله المستعان