هذا العلامة دمشقي الأصل، تتلمذ على أستاذنا الشيخ بهجة البيطار مع الشيخ مسلم الغنيمي، والشيخ نعيم البيطار إمام جامع الدقاق، والشيخ نسيب المجذوب (الرياضي)، والعديد من رجالات العلم.
والشيخ سعدي مثل الشيخ البيطار سلفي المعتقد بل وأكبر دعاة السلفية في عهده لما حضر إلى لبنان وأقام في بيروت، وبعد أن طلب القبض عليه من حكومة فرنسة لأنه اشترك في الثورة السورية.
وكان رحمه الله يعتبرني كأحد أولاده، بل فوق ذلك، لأنه كان له ولد درس الهندسة، وبقي في أمريكا، وآخر مازال مريضاً عافاه الله، وعدد من البنات، وله سبط يعمل في الصحافة -وفقه الله-.
ومنذ أن وصلت إلى بيروت لم ينقطع عن رعايتي -تغمده الله برحمته-، وصادف أن مرض أواخر أيامه، فكرر إجازته لي في القرآن والحديث، ثم طلب ورقة وكتب زيادة على إجازته الشيء الذي لا يكون إلا من كريمٍ فاضلٍ (المرفق).
وكانت وفاته أيام القصف الشديد على بيروت، في حوادث لبنان الأليمة، ولم أتمكن من حضور جنازته، وبيننا مسافة بسيطة، وكذلك لم يتمكن جوار بيته من تشييعه، فدفن بجوار صديقه الزعيم الإسلامي الكبير الحاج أمين الحسيني في مقبرة الشهداء -القسم الفلسطيني-.
وبعد أن هدئت الأحوال (قليلاً)، أقمنا له احتفالاً في دار الفتوى برعاية الشهيد حسن خالد بمناسبة مرور عشر سنوات على رحيله (المرفق).
وتكرَّم بالحضور من الرياض ابن عمه الدكتور الشيخ محمد بن لطفي الصباغ ليتكلم باسم العائلة، ثم ألقى الشيخ فهمي أبو غنيمة، والمفتي العام الشيخ حسن خالد.
وقال: لقد وهب الشيخ سعدي مكتبته إلى أخيه الشيخ زهير، ولكن الأخ زهير أمر أن توضع في مدرسة الإيمان، وبعد ذلك تكون في مكتبة دار الفتوى إذا تقرر إغلاق المدرسة.