ـ[ما الذي دعا النحاة الى افتراض وجود "ضمير مستكن" فى المشتقات؟ ]ـ
أ- لا مشاحة في الاصطلاح، والنحويون يرون أن المشتق إذا وقع خبراً اشتمل على ضمير، أما إن كان جامداً فلا يشتمل على الضمير عند معظمهم.
ب- لعل مما دفعهم إلى تقديره في المشتق خاصةٌ مشابهته للفعل، والفعل لابد له من فاعل.
ـ[كيف يطرأ البناء على الكلمة وهي معربة فى الأصل, كما فى حالة المنادى واسم لا النافية للجنس؟ ]ـ
النحويون بنوا قواعدهم على المسموع من كلام العرب، وقد وجدوا كلماتٍ معربةً، فإذا صارت في باب النداء أو لا النافية للجنس - مثلاً - بُنِيَت، فبنوا قاعدتهم على هذا السماع.
ـ[ما رأيكم -حفظكم الله- في قول شيخ الإسلام ابن تيميَّةَ، والّذي لخَّصه ابن هشام في الشُّذور، حيث ذكر أنَّ المثنَّى من أسماء الإشارة لا ينصب ولا يجرُّ بالياءِ، وذلك بسبب كونه اسمًا مبنيًّا مبهمًا. . . وقال إنَّ الَّذين ذكروا نصبه وجرَّهُ بالياء إنَّما أثبتوه بمحض القياس؟. . ثمَّ ذكر رحمه الله تبعًا للفرَّاء وابن كيسان أنَّ الألف في (هذان) إنَّما هي ألف (هذا)، وأنَّ النَّونَ هي الدَّالة على المثنَّى، ومثاله (الّذين) فإنَّ ياءَهُ من المفرد وهو (الَّذي)، والدَّالّ على الجمع هو (النُّون). . . فهل للعرب شواهد على نصب أو جرِّ أسماء الإشارة المثنَّاة بالياءِ؟. . وما قوَّة هذا القول؟ ]ـ
يرى معظم النحويين أن هذين وهاتين واللذين واللتين معربة لمشابهتها للمثنى فقربت من الأسماء، وللمبرد في هذه الأسماء رأي جميلٌ جداً وهو قريبٌ مما نقله ابن هشام عن شيخ الإسلام، وهو أن هذه الأسماء على هاتين الصورتين لا تزال مبنيةً، وليست معربةً، (سواءً أكانت بالألف، أو بالياء) ولو كانت معربةً لقيل: هذيان وهذيين وهاتيان وهاتيين إلخ كما يُفعل في تثنية الاسم المقصور إذ تقلب ألفه ياء نحو هدى وهديان ومصطفى ومصطفيان.
ولشيخ الإسلام رسالة مطبوعة في توجيه قراءة قوله تعالى (إنّ هذان لساحران ... )" بتشديد النون، والألف في هذان " وفيها كلام رائعٌ جداً وردّ قويّ على من نسب إلى بعض الصحابة - رضي الله عنهم - وغيرهم وجودَ لحنٍ في هذه الآية الكريمة.
وأنا عند تدريسي لطلابي اسم الإشارة والاسم الموصول أذكر هذا الرأي وأؤيده (أعني أن هذه الأسماء مبنية بالألف أو بالياء).