ـ[لكم معرفة برجالات العالم الإسلامي ومنكم استفاد الزركلي في ذلك فهل لكم أن تحدثوننا عن ذلك]ـ
إن العلامة الكبير، والمؤرخ المشهور، والشاعر المبدع، والسياسي البارع، وصديق والدي مصطفى الشاويش، وشيخي الأستاذ خير الدين الزركلي الدمشقي المولد والأقامة، والكردي الأصل.
وكان يعد للطبعة السادسة من كتابه "الأعلام"، وجمع لها عدداً كبيراً من التراجم، والتصحيحات، وذكر عن مخطوطاتي وأوراقي في عشرات المواضع!، وجعلها في ظروف كتب على كل واحد منها اسم الشخص ومكان التصحيح.
ولكن الورثة -غفر الله لهم- تصرفوا في مكتبته، فباعوها في بيروت إلى من لا يقدِّر قيمة عمل والدهم المتقن -رحمه الله-.
ولما قامت "دار العلم للملايين" بطبع الكتاب في الطبعة السادسة، وأشرف عليه الأستاذ الأديب زهير بن عبد الباسط فتح الله، المولود سنة ١٩١٦م والمتوفى سنة ٣١/ ٧/ ٢٠٠٢م -رحمه الله-.
ولما سألني عمّا عند الأستاذ الزركلي من إضافات وتصحيحات، وكذلك سأل صديقه الوفي المرافق له أواخر أيامه الأستاذ ظافر بن الشيخ جمال الدين القاسمي. قلنا له هي في غرفة مكتبته في داره ببناية الهزار على ساحل بيروت، ضمن الظروف في خزانة ذات ٥ رفوف بجوار كرسيه.
وكذلك أفادتهم السيدة (وهي من آل المنجد)، التي كانت تساعد الزركلي في النسخ والكتابة على الآلة الكاتبة. غير أنهم لم يجدوا شيئاً منها.
وقال لهم (الذي اشترى المكتبة): أنه جمع الكتب وباعها، وأما الأوراق فلم يلقى لها بالاً؟! والله أعلم. وقدّر الله وما شاء فعل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد تكرّمت "دار العلم للملايين" والأستاذ زهير فتح الله بأن عرضوا علي العمل معهم بتحقيق هذه الطبعة، بناءً على توصية الأستاذ الزركلي لهم. غير أنني -لظروفي الخاصة- اعتذرت.