ـ[ما حكم الدار التي يكثر فيها سب رب العالمين ـ نعوذ بالله من ذلك ـ من دون نكير من السلطة هل هي دار كفر؟ وما حكم الهجرة منها؟ ]ـ
الحمد لله، البلاد التي تكون فيها الدولة مسلمة، والحكم فيها للإسلام فهي دار إسلام، ولو كثرت فيها المعاصي، وكثر فيها ارتكاب ببعض نواقض الإسلام نتيجة لتصير الدولة، وضعف نفوذها، وعلى هذا فلا تكون بمجرد كثرة هذه الأمور دار كفر بل دار بدع ومعاصي، ودار الإسلام قد يكثر فيها العصاة، والمنافقون، والمرتدون الذين لا يقام عليهم ما يجب من العقوبات الرادعة، وعلى هذا فلا تجب الهجرة من تلك البلد، لكن يجب على من أقام فيها أن يقوم بما يستطيع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عملا بقوله صلى الله عليه وسلم:" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه". ومن إنكار المنكر مفارقة أهل المعاصي بترك مجالستهم، وهجرهم، ليتركوا ما هم عليه، أو لاتقاء شرهم، وأولى بذلك منهم من يتكلم بالكفر كسب الله، ,الاستهزاء بآياته، فإنه يجب على من يقدر أن ينكر عليه، وأن يطالب ذوي السلطة بإقامة حكم الله فيه، كما يجب مفارقة المجلس الذي يتكلم بالكفر كما قال سبحانه وتعالى {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} وقال تعالى {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، والله أعلم.
ـ[ما الفرق بين المرجئة ومرجئة الفقهاء؟ ]ـ
الحمد لله، اسم المرجئة مأخوذ من الإرجاء، وهو التأخير وسمي المرجئة بذلك لتأخيرهم الأعمال عن مسمى الإيمان، وهم طوائف كثيرة، وأشهرهم الغلاة، وهم الذين يقولون: إن الإيمان هو المعرفة ـ أي معرفة الخالق ـ.