وهذه البدعة بدعة الطواف بالقبور من أشنع البدع، وأقبحها؛ لأن الطواف عبادة لم يشرعها الله إلا حول بيته العتيق، فالطائف بالقبر قد شبه بيت الميت ببيت الحي الذي لا يموت قال تعالى:{وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}(١٢٥) سورة البقرة، وقال تعالى:{وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}(٢٩) سورة الحج.
وهذا الذي يزعم أنه لا يريد بهذا الطواف التقرب إلى صاحب القبر لا يبعد أن يكون كاذبا، ومخادعا لمن ينكر عليه.
وعلى هذا فإن كان صادقا فيما زعمه؛ ففعله ذلك بدعة، وضلالة، ووسيلة من أقرب الوسائل المفضية إلى الشرك، وقد تُعرف حقيقة الأمر بالقرائن الدالة على صدق، أو كذب هذا القبوري الضال، فأمره دائر بين الشرك الأكبر، أو البدعة الكبرى، نعوذ بالله من الخذلان، واستحواذ الشيطان، ونسأل الله العافية من شرك المشركين، وبدع المبتدعين، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
ـ[لو مسحت على موضع قدم إبراهيم للبركة هل هذا جائز؟ ]ـ
الحمد لله، قال الله تعالى {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ} [(٩٦) و (٩٧) سورة آل عمران]، ولا شك أن ذلك البيت الذي هو المسجد الحرام، والكعبة، ومقام إبراهيم سواء أريد به الحجر الذي كان يقوم عليه، أو أريد به عموم المسجد كما قال تعالى {وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [(١٢٥) سورة البقرة]، كلها مباركة لأن الله اختارها، وفضلها على سائر البقاع، والبيوت.