وأحياناً معهم المنشد الضرير الشيخ عمر بن مصطفى العيطة المدني. وكان يسكن بالقرب منَّا، وأصله من المدينة المنوَّرة، وجاء لدمشق بعد دخول الملك عبد العزيز آل سعود إليها.
ونقوم نحن الأولاد وأعمارنا ما بين الخمس سنوات إلى الثانية عشرة بالسلام على المشايخ نقبِّل جميع تلك الأيدي المبسوطة؟!، ثم نجلس بالقرب منهم، ومنّا من يكون قريباً من أهله، أو يقرب من المشايخ.
ويكون الدرس الذي يلقيه أحد المشايخ، ويختم بقصة عن المولد النبوي (وبعد ذلك عرفت أنها قصص لا سند لها ولا خطام)، وبعد ذلك يتولى أحد المشايخ من الحضور، تلاوة الحديث المسلسل بالأولية، أو غيره من المسلسلات (ومنها الكثير المخترع الذي لا يصح فيه حديث)، وكان يسمى الشيخ المكلف بإلقاء الحديث: المعيد، ويذكر في أول السند الشيخ محمد بدر الدين في أول الرواة.
ويدار على الناس الماء المعطر بماء الزهر، وفيه بعض السكر والليمون، وهو ضمن زبادي كبيرة، ثم يدار الشاي، وبعد ذلك يوزع الملبس ضمن صرر محكمة الربط، وفي بيوت الأغنياء يكون العشاء المعد لذلك، وكان عم والدتي منهم، وكنّا نسميه (جدنا) ..
وبعد ذلك يقول الشيخ محمد بدر الدين بصوت منخفض:
أجزتكم والله يبارك بكم، أو كلمات بهذا المعنى.
وقد يقول مثل ذلك الشيخ يوسف النبهاني، ويقدم إذا حضر لمنزلته عندهم، وهو يحضر من بيروت، وهو قاضيها، وله شهرة كبيرة بسبب مؤلفاته وبعضها جيد.
وقد تلقيت الإجازة من الشيخ محمد بدر الدين وغيره من العلماء في اجتماعات متعددة في بيت زوج خالة أبي الشيخ أبو حسين شقير، ولم يكن له ذريَّة، وكانت خالتي تبقيني عندها الأيام ذوات العدد (وهي من بيت عياش)، وكان زوجها يشرف على جامع كريم الدين المشهور بالدقَّاق.
* * *
وكذلك كان يحضر عدد من المشايخ لزيارة المدارس الأهلية، ومنها المدرسة الأموية تقوية لهذه المدارس التي قامت بوجه المدارس الحكومية.