فلما رأى أحمد هذا الحديث الواحد يخالف هذه الأحاديث وأمثالها، أمر عبد الله بضربه عليه» [«الفروسية» ص ٢٧٠].
وتوجد طائفة كبيرة من الأحاديث أمر بالضرب عليها لضعف رواتها.
ومن هؤلاء الرواة:
١ - أبان بن أبي عياش، فيروز البصري، قال عنه الإمام أحمد:(متروك الحديث، ترك الناس حديثه مُذ دهر من الدهر) [«العلل» رقم (٨٧٢)].
قال عبد الله: قرأت على أبي حديث عباد، فلما انتهى إلى حديث أبان بن أبي عياش قال: اضرب عليها، فضربت عليها وتركتها. [«العلل»(٤٨٨٧)] و [«الضعفاء» للعقيلي (٢٢)]، ومع ذلك يوجد له حديث رقم (١٢٦٨٦) في «المسند».
٢ - سعيد بن عبد الجبار الزُّبيدي أبو عثمان الحِمصيّ.
قال المرُّوذي: قلت له (يعني لأبي عبد الله) سعيد بن عبد الجبار مكي؟ قال: لا، هذا من أهل الشام، حدثنا أبو بدر عنه بحديثين، وقد ضربتُ عليهما. قلت: وأيش حاله؟ قال: حدَّث بأحاديث مناكير. [«سؤالات المروذي» رقم (١٤٨)].
٣ - عبد الله بن مور بن عبد الله بن عون بن جعفر بن أبي طالب أبو جعفر القرشي المدائني، قال عبد الله: قال أبي: واسمه عبد الله مور بن عون بن جعفر بن أبي طالب، قال أبي: اضرب على حديثه، أحاديثه موضوعة، أبى أن يُحدثنا عنه. [«العلل» رقم (٦٤٠)].
٤ - (ت ق) فائد بن عبد الرحمن الكوفي، أبو الورقاء العطّار (ت بحدود ١٦٠ هـ).
قال عنه أحمد بن حنبل:(متروك الحديث) [«العلل»(٤١٤٩)] و [«تهذيب التهذيب» ٨/ (٤٧٣)].
وحديثه في «المسند» برقم (١٩٤١٠، ١٩٤١)، وقال عبد الله عقب الحديث الثاني: (فلم يحدث أبي بهذين الحديثين، ضرب عليهما في كتابه لأنه لم يرض حديث فائد بن عبد الرحمن، وكان عنده متروك الحديث، واكتفى بهؤلاء الرواة.