قرطبي بعيد الصيت في فقهائها وعليه وعلى محمد بن عتاب دارت الفتوى بها إلى أن فرق الموت بينهما. وكان ما بينهما متباعداً لا يكاد يوافقه في شيء إذ كان يقدم عليه بن عتاب لسنه وكان بن عتاب يفوقه بتفننه وثبوت معرفته ويفوقه بن القطان ببيانه وقوة حفظه وجودة استنباطه.
وكان عالماً بالشروط بصيراً بعقدها تفقه بأبي محمد بن دحون وابن الشقاق وابن حرمل وسمع القاضي يونس وشوور في أيام القاضي بن بشير. وكان أحفظ للمدونة والمستخرجة وأخبرنا الناس بالتهدي إلى مكنونها وأبصر أصحابه بطرق الفتيا والرأي.
وكان ينكر المناكر ويكسر اللهو وكان أبوه زاهداً وبأبي محمد تفقه القرطبيون: بن مالك ومولى الطلاع وابن حمدين وابن زرق ونمطهم. وتوفي بباغة وقد خرج من قرطبة يريد المرية للاستحمام في حمتها