للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو يطلب عليه: والله لتضربن إليك آباط الإبل من أقصى المغرب فكان كما قال وقال:

ماذا تريك حوادث الأزمان ... وصروفها وطوارق الحدثان

وأشد ما ألقى وأنضج للحشا ... عدم الوفاء وجفوة الإخوان

توفي سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة وقيل سنة إحدى وستين وهو بن مائة سنة غير أربعة أشهر.

ومن الطبقة السادسة من أهل إفريقية:

[عبد الله أبو محمد بن أبي زيد]

واسم أبي زيد: عبد الرحمن نفزي النسب سكن القيروان وكان إمام المالكية في وقته وقدوتهم وجامع مذهب مالك وشارح أقواله وكان واسع العلم كثير الحفظ والرواية وكتبه تشهد له بذلك فصيح القلم ذا بيان ومعرفة بما يقوله ذاباً عن مذهب مالك قائماً بالحجة عليه بصيراً بالرد على أهل الأهواء يقول الشعر ويجيده ويجمع إلى ذلك صلاحاً تاماً وورعاً وعفة.

وحاز رئاسة الدين والدنيا وإليه كانت الرحلة من الأقطار ونجب أصحابه وكثر الآخذون عنه وهو الذي لخص المذهب وضم نشره وذب عنه وملأت البلاد تآليفه عارض كثير من الناس أكثرها فلم يبلغوا

<<  <  ج: ص:  >  >>