ومن الطبقة الثالثة ممن لم ير مالكاً والتزم مذهبه من الأندلس:
[عبد الرحمن بن إبراهيم بن عيسى بن يحيى بن بريد]
براء مهملة مولى معاوية بن أبي سفيان غلبت عليه كنيته: أبو زيد وهو جد بني أبي زيد بقرطبة - المضاف إليه الدرب بمقبرة جامع قرطبة وكان يعرف - بلسان أهل الأندلس القديم - بابن تارك الفرس. سمع من يحيى بن يحيى ورحل إلى المشرق قديماً فأدرك بن كنانة: وابن الماجشون ومطرف بن عبد الله ونظراءهم من المدنيين ولقي بمكة أبا عبد الرحمن المقري صاحب بن عيينة وبمصر: أصبغ بن الفرج.
وروى عنه محمد بن لبابة وابن حميد وسعيد بن عثمان الأعناقي وأبو صالح ومحمد بن سعيد بن الملون ومحمد بن فطيس وغيرهم وله من سؤاله المدنيين ثمانية كتب تعرف بالثمانية مشهورة وكان عنده حديث كثير والأغلب عليه الفقه وكان متقدماً في الشورى في حياة يحيى بن يحيى وهو فتى. كان بن لبابة والأعناقي يصفانه بالعلم والفقه والتفقه ويقال في كنيته أبو يزيد وأراه تصحيفاً لأن بنيه إلى اليوم يعرفون ببني أبي زيد ودربه بقرب الجامع بقرطبة يعرف بدرب أبي زيد. توفي سنة ثمان وخمسين وقيل: في جمادى الأخيرة - سنة تسع وخمسين ومائتين.