وحسن المرتفق في بيان ما عليه المتفق فيما بعد الفجر وقبل الشفق وقصد السبيل في معرفة آيات الرسول صلى الله عليه وسلم ومقام المدرك في إفحام المشرك ومقامع هامات الصلبان ومراتع رياض الإيمان يرد به على بعض القسيسين بطليطلة وكان ذلك من أحفل ما ألف في معناه إلى غير ذلك من الأجوبة عن المسائل التي كانت ترد عليه.
وكان أبو القاسم بن بقي يكثر الثناء عليه ويقول بفضله. ولما قدم مدينة فاس التزم إسماع الحديث والتكلم على معانيه بجامع القرويين واستمر على ذلك صابراً محتسباً ونفع الله به خلقاً كثيراً وامتحن بالأسر سنة أربعين وخمسمائة ثم خلصه الله عز وجل. وتوفي بفاس في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة ومولده سنة تسع عشرة وخمسمائة.
[أحمد بن عبد العزيز بن محمد أبو العباس بن الأصفر]
سمع من أبي الحسن بن محمد بن هذيل وأبي علي الصدفي. وكان من أهل الذكاء والفهم موصوفاً بالتيقظ والدهاء وقدم للشورى بمرسية وولي القضاء بشاطبة وأضيف إليه قضاء أوربولة ودرس الفقه على الطريقة القرطبية