هو عبد الله بن إبراهيم أصله من كورة شذونة ورحل به أبوه إلى أصيلا من بلاد العدوة فسكنها ونشأ أبو محمد بها وطلب العلم بالآفاق وتفقه بقرطبة منذ صباه بشيخيها: اللؤلؤي وأبي إبراهيم وسمع من بن المشاط والقاضي أبي سليم وأبان بن عيسى ونظرائهم وأخذ عن وهب بن مسرة بوادي الحجارة وعن بن مخلوف وغيرهم.
ورحل إلى المشرق فلقي شيوخ إفريقية كأبي العباس الإبياني وأبي العرب وعلي بن مسرور وعبد الله بن أبي زيد وكتب عنه بن أبي زيد عن شيوخه الأندلسيين ولقي بمصر القاضي أبا الطاهر البغدادي وابن شعبان والنيسابوري وغيرهم وحج فلقي بمكة سنة ثلاث وخمسين أبا زيد المروزي وسمع منه البخاري وأبا بكر الآجري وبالمدينة قاضيها أبا مروان المالكي وسار إلى العراق فلقي بها الأبهري رئيس المالكية وأخذ عنه الأبهري أيضاً وحدث عن الدارقطني واضطرب في المشرق نحو ثلاثة عشر عاماً وسمع ببغداد عرضته الثانية في البخاري من أبي زيد وسمعه - أيضاً - من أبي أحمد الجرجاني وهما شيخاه في البخاري وعليهما يعتمد فيه ثم انصرف إلى الأندلس بأثر موت الحكم فبقي بها إلى أن مات وابن أبي عامر على غاية التعظيم له وإليه انتهت الرئاسة بالأندلس في المالكية وألف كتاباً على الموطأ سماه بالدليل ذكر فيه خلاف