فإنه سمعه بقراءة الغير وروى عن أبي عبد الله بن رشيد: قرأ عليه الموطأ وشفاء عياض رحمه الله تعالى وعن أبي الحسن بن عبد الجليل السدراني قرأ عليه الأحكام الصغرى لعبد الحق وأبي الحسن بن سليمان - قرأ عليه رسالة بن أبي زيد وفلج في آخر عمره فالتزم منزله بفاس يزوره السلطان فمن دونه وتوفي بعد عام ثمانية وأربعين وسبعمائة.
[إبراهيم بن يوسف بن محمد بن دهاق الأوسي]
يكنى أبا إسحاق ويعرف بابن المرأة كان متقدماً في علم الكلام حافظاً ذاكراً للحديث والتفسير والفقه والتاريخ وغير ذلك. وكان الكلام أغلب عليه فصيح اللسان والقلم ذاكراً لكلام أهل التصوف يطرز مجالسه بأخبارهم.
قال أبو جعفر بن الزبير: وكان صاحب حيل وفوارج مستظرفة مطلعاً على أشياء غريبة - من الخواص وغيرها - فتن بها بعض الجهلة واطلع كثيراً ممن قصده على ذلك ونافره الشيخ الفاضل أبو بكر بن المرابط بسبب ما شهد من ذلك وألف شرح كتاب الإرشاد لأبي المعالي وشرح الأسماء الحسنى وألف جزءاً في إجماع الفقهاء وشرح محاسن المجالس لأبي العباس بن العريف وألف غير ذلك وتآليفه نافعة في أبوابها حسن الرصف والمباني.